صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٢٠–

مجانين الاعراب

جساس الموسوس

قال الأصمعي: قال عمي: دخلت بعض أحياء العرب فرأيت شيخًا موسوسا ً يهذي، وقد اجتمع إليه الناس. فقلت من هذا ؟ فقالوا جساس الموسوس لا يزال ينام ليله ونهاره، وربما ينتبه فزعًا مرعوبًا فيجلس ساعةًّ، ثم يصيح ويهيم على وجهه، ثم يعود إلى نومه. فبت ليلةًّ هناك، وهو على الحال الذي وصفوه، فلما أصبحنا أتيته. فقلت ما اسمك يا شيخ ؟ أنت أنوم من فهد. مالك تنام دهرك ؟ فقال النوم لا تبعة علي فيه، وفي مجالستك ومجالسة أضرابك تبعات. قلت وأي تبعة عليك في مجالستي ؟ قال اشتغل بك عمن أنشأني، ثم أنشأ يقول:

لقد أغنيت عن هذا السؤال
وعما أنت فيه من المقال
فإن كنت الغداة تريد قولاً
فما فيه رضى مولى الموالي

ثم عدا هائمًا على وجهه في تلك الرمال قائلاً: ما أكثر فضول أهل الحضر !.  

أوفى البدوي

قال المدايني: كان بمكة مجنون يقال له أوفى البدوي من مجانين الاعراب وكان يصلي الليل كله، فإذا أحس بالصبح رمى بطرفه إلى السماء وأنشأ يقول: 

ربّ مكحول بمحلول الأرق
قلبه وقف بنيران الحرق
فكره في الل ّه في أوقاته
وبه يفتح فاه ان نطق

مجنون من بني سعد

قال الأصمعي: بينما أنا قاعد عند محمد بن سليمان الهاشمي والي البصرة إذ