صفحة:عقلاء المجانين (1924) - النيسابوري.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١١٨–
وكيف صبر النفس عن غادة
تظلمها إن قلت: طاووسة
وجرت ان شبهتها بائةً
في جنة الفردوس مغروسة
وغير عدل ان عدلنا بها
لؤلؤةً في البحر مغموسة1
جلّت عن الوصف فما فكرة
تدركها بالنعت محسوسة

فقالت بنوسة: قد وجب شكري يا مان! فاعدك دهرك، وعطف عليك إلفك، وقارنك سرورك، وفارقك محذورك، والله يديم لنا ولك من ببقائه اجتمع شملنا، وطاب يومنا. ثم قال مان:

مدمن الإغضاء موصول
ومديم المتب مملول2
ليس لي خلّ فيقطعني
فارقت نفسي الأباطيل
(أنا موسول بنعمة من
حبله بالحمد موصول)
(أنا مشمول بمنة من
منّه في الخلق مبذول)
أنا مغبوط بزورة من
ربعه بالجود مأهول

ثم أومأ إليه الحسن ان قم، فنهض وهو يقول:

(ملك عز النظير له
زانه الغرّ البهاليل)3
طاهري في مواكيه
عرفة في الناس مبذول
دم من يشقى بصارمه
مع هبوب الريح مطلول

فلما خرج قال محمد: ليست خساسة المرء باتضاع حاله، ولا ينبو العين عن ناظره، بل يهذبه جوهره الذي الأدب مركب فيه. وما أخطأ صالح ابن عبد القدوس حيث يقول: 


  1. و یرو ی جوهرة في التاج مغروسه، و يروي مركبه.
  2. رواية الأغاني :
    مدمن التفيف موصول
    ومطيل الليث ممول
  3. الأبيات بين قوسين عن رواية الأغاني.