صفحة:عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.pdf/583

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( ۱۱۳ ) وحكى ابو عبد الله محمد خفيف قال دخلت على الحسين بن منصور وهو في الحبس مقيدا فلما حضر وقت الصلوة رايته نهض فتطايرت منه القـيـود وتوضـاً وهو على طرف الحبس وفي صدر ذلك المحبس منديل وكان بينه وبين المنديل مسافة فوالله ما أدرى ان المنديل قدم إليه أو هو الي المـنـديـل فتعجبت من ذلك وهو يبكي بكاء فقلت له لم لا تتخلص نفسك فقال ما أنا محبوس این تريد يا ابن خفيف قلت نيسابور فقال غمض عينيك فغمضتها ثم قال أفتحها ففتحت فاذا أنا بنيسابور في محلة أردتها فقلت ردني فردني وقال والله لو حلف العـشـاق انهم موتى من الحب أو قتلى لمـا حنثوا قوم اذا هجروا من بعد ما وصلوا ماتوا وأن عاد وصل بعده بعثـوا ترى الحبـيـن صـرعي في ديارة كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا ثم قال يا ابن خفيف لا يكون لخزن الا نفقد محبوب او فوت مطلوب والحـق واضح والهوى فاضح والخلق كلهم طلاب وطلبهم على قدر قيم وهمهم على تامار أحوالهم وأحوالهم مطبوع على علم الغيب وعلم الغيب غايب عنهم والخلق كلم حياري وانشأ يقول انين المريد لشوق يـزيـد أنين المريض لعقد الطبيب قد اشتد حال الميدين فيه لفقد الوصال وبعد الحبيب ثم قال يا ابن خفيف حجت الى زيارة القديم فلم اجد لقوم موضعاً كثرة الزايرين فوقفت وقوف البهيت فنظر الى نظرة فاذا انا متصل به ثم قال من عرفني ثم اعرض عني فاني اعذبه عذابا لا أعذبه أحد من العالمين وجعـل عذابہ فیک عذب وبعده منك قـرب وانت عندي كروشي بل أنت منها احب وانت للعـين عـين وانت للقلب قلـب حتى من لحب اني لما تحـت احـب وحكى ان حبسه كان في عهد المقتدر بالله وكان الوزير حامد يقول العباس سي الظن فيه فاحضر عند الوزير وقاضي القضاة الى عمرو وقالوا له بلغنا انك قلت من كان له مال يتصدق به على الفقراء خير من أن يحتج به فقال الحسين نعم أنا قلت ذلك فقالوا له من اين قلت هذا فقال من الكتـاب الفلاني فقـال القاضي كذبت يا زندیق تلك الكتاب سمعناه ما وجدنا فيه هذا فقال الوزير تلقاضى اكتب انه زنديق فاخذ خط القاضي وبعث الى الخليفة قامر الخليفة بصلبه وما أخرج استدعى بعض التجاب وقال انى اذا أحرقت ياخذ ماء دجلة