صفحة:عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.pdf/481

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(4) الذهب والفضة والجواهر فجمعوا منها صبرأ مثل الجبال فامر باتخاذ البن من الذهب والفضة وبنا المدينة بهـا وأمر أن يغضض حيطـانهــا بجواهر الدر والياقوت والزبرجد وجعل فيهـا غرفا فوقهـا غرف اساطينهـا من الزبرجد والجزع والياقوت ثم أجرى اليها نهرا ساقها اليهـا من أربعين فرسخا تحت الارض فظهر في المدينة فاجرى من ذلك النهر سواق في السكك والــشـــوارع وأمر بحافتي النهر والسواقي فطليت بالذهب الاحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر الاحمر والاصفر والأخضر ونصب على حافتي النهر والسواقي اشجارا من الذهب وجعل ثمارها من الجواهر والبواقيت وجعل طول المدينة اثنى عشر فرستخـا وعرضها مثل ذلك وصير سورها عالميا مشرفا وبنـا فيهـا تلثمـاية ألف قصر مفضضا بواطنها وظواهرها باصنـاف الجواهر ثم بنـا لنفسه على شاطى ذلك النهر قصراً منيفاً عاليا يشرف على تلك القصور كلها وجعل بابها يشرع الى واد رحيب ونصب عليه مصراعين من ذهب مغضض بانواع البواقيت وجــعــل ارتفاع البيوت والسور ثلاثماية ذراع وجعل تراب المدينة من المسك والزعفران وجعل خارج المدينة ماية ألف منظرة أيضا من الذهب والفضة لينزلهـا جنوده ومكت في بنائها خمسماية عام فبعث الله تعالى اليه هوذا النبي عم فدعاه إلى الله تعـالى قنمـادي في الكفر والطغيان وكان إذ ذاك تم ملكه سبعاية سنة فانذره عود بعذاب الله تعالى وخوفه بزوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه وعند ذلك وافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منهـا فعزم على الخروج اليها في جنوده وخرج في ثلثمائة ألف رجل من أهل بيته وخلف على ملکه مرتد بن شداد ابنه وكان مرتد فيما يقال مومنا بهود عم فلما انتهى شداد الى قرب المدينة بمرحلة جاءت صيحة من السماء فـات هو واصحابه وجميع من كان في أمر المدينة من القهارمة والصناع والفعلة وبقيت لا لأنيس بها فأخفاها الله لم يدخلها بعد ذلك الا رجل واحد في أيام معاوية يقال له عبد قلابة فانه ذكر في قصة طويلة وملخصهـا أنه خرج من صنعاء في طلب ابل ضلت فاقضی به السير الى مدينة صفتها ما ذكرنا فاخـذ منها شيئًا . المسكن واللافور وشيئا من الياقوت وقصد الشـام وأخبر معاوية بالمدينة وعرض عليه ما أخذه من الجواهر وكانت قد تغيرت بـطـول الزمان فاحضر معاوية كعب الاحبار وساله عن ذلك فقال هذا ارم ذات العماد الة ذكرها الله تعالى في كتابه بناها شداد عاد لا سبيل إلى دخـولـهـا ولا اليواقيت » ( تلخيصها : ( امين . ( عرفا ـ عرف .a (