صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

طريق الوصول وخلاصة هذه الأحاديث وما في معناها : أن التفكير في حقائق الوجود و هو طريق الوصول الى الله ، ولا طريق غيره للحواس ولا للعقل ولا للبديهة : ايه ان بالوجود الابدي في صفته المثلى ، و تفكير في حقائق الوجود کما نراها و نحسها و نعقلها ، و ذلك قصاری(۱) ما عند العقيدة ، وقصارى ما عند الفلسفة ، وقصاری با عند العلم إذ يقف العلم وهذا هو العلم الذي فرضه الاسلام على كل مسلم ومسلمة ، وقال النبي في رواية ابن عباس : وأنه أفضل من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله ، لأنه سبيل الوصول الى الله عن حله ) t ومن الواجب أن نذكر بعد هذا جميعه أن محمدا نبي ، وأن النبي يعلم جميع الناس الإيمان ، و تلك سبيل جميع الناس فيما يفتح لهم من أبواب التفكير و أبواب الاعتقاد، فهم يضلون في تيه الشكوك والمناقضات التي يتعمق فيها الفلاسفة والمنطقيون ، ولا يبلغون الى هداية أقوم وأسلم من هداية الايمان بالخالق والتفكير في الخليقة (۲) ، فأما هذه الهداية ، وأما الضلال الذي لا هداية وراءه ، وليس لنبي أن يحجب طريق الهداية ويفتح طريق الضلال • وقد تكلمنا في هذا الفعل عن روح العبادة أو عن فطرة العابد التي توحي اليه « عبادته الروحية » أما عبادة الشعائر الظاهرة : فهي عبادة الاسلام كما فرضت على جميع المسلمين : يصلي النبي ويصوم ويحج ويؤدي الزكاة على الشريعة التي يتبعها كل مسلم ، وقد يطلب الى نفسه في هذه العبادات ما ليس يطلبه إلى غيره ، على سنة السماحة والتيسير التي أثرت عنه في كل عمل من أعماله و كل سجية (۳) من سجاياه • ا- اي غاية - المخلوقات ۳ - السجية : الخلق والطبيعة .