صفحة:عبقرية الصديق (المكتبة العصرية).pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. & كان هدفه الحقيقي من وراء كتابته لتلك السير أمرا آخرا هو الذي دفعه والح عليه إلى أن يتناول تلك الشخصيات بذلك . التشكيل الحر ، لو جاز لنا هذا التعبير فاذا كان كارليل وستيفان زفایج يعنبران على رأس الكتاب الأوربيين في ذلك الاتجاه ، وذلك الأسلوب في تناول السير . فان العقاد يعتبر رائده في الفكر العربي المعاصر . وتحضرني بهذه المناسبة تلك الكلمة الخالدة التي قالها يوما توماس كارليل : « ان روح تاريخ العالم تكمن في تاريخ أولئك الفحول ، لو أستطيع في مثل هذا العصر الذي ضعف فيه اجلال الرجل للرجل أن أفهمكم شینا من معاني عظمة الأبطال والقاريء لهذا الكتاب يجد مهدافا لذلك القول في الفصل الذي عنونه العقاد - باسلامه ، أي إسلام الصديق رضي الله عنه . يقول : ۰۰۰۰ وقد شك بعض المؤرخين من الأوربيين في اتصال المودة بين الصفيين قبل الدعوة المحمديه بزمن طويل ، الا ان الدليل الذي بغني عن وتائق التاريخ أن أبا بكر كان باتفاق الأقوال أول المستجيبين لدعوة محمد من غير وما أسعدني . ) . فالعقاد هنا قد رجح دليلا ما على وثائق التاريخ . وبلا ريب مان هدا غير عمل المؤرخ الذي لا دليل له في مثل هذا الموفم سوی وثائق التاريغ ونقوشه وآثاره وعلى هذا الأساس نكون مخطئين لو فاتنا ادراك ذلك السلوك البين في الكتابة ومعالجة السيرة ، أو تجاهلناه فرحنا نحاسب العقاد کما نحاسسب المؤرخین وهذا ما فات الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفي عندما وصف رفق كتابة السيرة لدى العقاد بأنها يغلب عليها الاسلوب الانفعالي الذي يتضمن نأيا من المنهج العلمي السليم ويغلب على معظمها طابع الدفاع والتبرير (1) . لذلك نرانا مضطرين الى الاشارة مرة أخرى إلى ما أشرنا اليه في مقتنع هذه الكلمه من أن العفاد لم يكن يفصد الكتابة التاريخية المعروفة بحال من الأحوال فلا يجوز اذن أن نجترىء عليه فنحاسبه کما نحاسب المؤرخ سواء بسواء (1) مجلة الهلال ، ابريل ۱۹۹۷ ، العدد الخاص بالعناي مقال الدكتور أحمد عبد الرحیم مصطفی ، صفحة ۱۱۹ وما بعدها • {