تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥
البيعة
بويع لعلي بالخلافة بعد حادثة من أفجع الحوادث الدامية في تاريخ الاسلام ، وهي مقتل الخليفة عثمان بن عـفـان في شيخوخته الواهنة ، بعد أن حصروه بين جدران داره ، وكاد يقتله الظما لو أمهله القتلة بضعة أيام ..
وأفجع ما كان في هذه الحادثة ، انها بلاء لا يدفع وقضاء لا حيلة لأحد في اتقائه لأن المسؤولين عنه كثيرون متفرقون في كل جانب يناصره أو يعاديه .. فاذا امتنع الأعداء لم يمتنع الأصدقاء ، واذا بطل الشر الذي فيه اختيار لم يبطل الشر الذي لا اختيار فيه ، وربما كان حسن النيـة وسوء النية هنا يصنوين متساويين . فمن الأعمال المؤسفة التي عجلت بالفاجعة أعمال كثيرة بدرت من عثمان نفسه ، أو لعله أقدم عليها بعـد قصد ومراجعة ، وليست هي في تعجيلهـا ولا في سوء مغبتها بأهون من أعمال الأعداء ..
- ٦٩ -