صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/163

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧

حكومته

كانت الدولة الاسلامية الناشئة على شفا الخطر في إبان الفتنة الداخلية بين علي ومعاوية .. ولكنها وقيت منه لأن عوامل الأمان الذي يحيط بها كانت أقوى من عوامل الخطر الذي يهددها .. وتتلخص عوامل الأمان في وقاءين اثنين : أحدهما ، ان الاسلام كان دعوة طبيعية تلقاها العالم وهو مستعد لها مستريح اليها ، فرسخت دعائمه وامتنعت حدوده بعـد أعوام قليلة من ظهوره ، وسكن اليه الناس مؤمنين بدوام ظله وشمول عدله ، سواء منهم من دخل فيه ومن أوى إلى حكمه وهو باق على اعتقاده .. وثانيها ، ان أعداء الاسلام كانوا في شاغل عنه بما أصابهم من الوهن وأحدق بهم من المخاوف ، وربما صح في الفتنة الاسلامية يومئذ ما يصح في كثير من الطوارق التاريخية الكبرى ، وهي أنها لن تكون شرا محضاً - ۱۹۳ - } ! 1