صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أو بالخيال أو بالعاطفة فهناك ملتقى بينه وبين علي في وجه من وجوهه ، وعلى حالة من حالاته . وتلك هي المزية التي انفرد بها تاريخ الامام بين تواريخ الأمة الخلفاء ، . فاصبحت بينه وبين قلوب الناس وشائج تخلقها الطبيعة الآدمية إن قصر في خلقها التاريخ والمؤرخون .

وكل ملتقى من هذه الملتقيات يدع الكاتب في حذر ما بعده من حذر ، لأن اشتباك العوامل النفسية يزيد صعوبة الباحث عن نفس من النفوس ، ولا ينقصها أو يؤول بها إلى البساطة والوضوح ، وكلما قلت هذه العوامل وانحصرت في ناحية من النواحي سهل الخارص الى مقطع الحق فيها. فالبطل الذي يلتقي بالفكر وحده أسهل من البطل الذي يلتقي بالفكر والعاطفة ، وأن هذا الأسهل من الذي يلتقي بالفكر والعاطفة والخيال ، وكل" أولئك أسهل ممن يلتقي في ألف سنة متوالية بدخائل النفوس جميعا من طموح إلى المثل الأعلى، أو حرص على الملاحاة ، أو شغف بالبلاغة أو رياضة على التقوى ، مزيدا على التخيل والشعور والتفكير

لهذا نعلم غير مترددين في علمنا أن واجبنا في « عبقرية الإيماي مرسوم الغاية والطريق ، وهو واجب التبسيطر والقصد إلى الخطة

الوسطى ، وفي علمنا بهذا بعض التيسير ، وان لم يكن فيه كل التيسير ،۔

–١٠–