صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٩٠
أسد رستم

أحمد لم يزل باقياً على طريقة الدروز وأما أولاد الأمير نصر الثلاث المذكورون كانوا بهذا الوقت أرادوا الدخول بالطريقه العيسوية لكنهم لما سمعوا بالتهديد والتشديد الذي حصل من عبدكم تركوا ما كانوا عزموا عليه والآن حينما صدر أمر دولتكم بالفحص عن هذه القضية فحصنا ودققنا وحققنا فوجدنا أن الأمرا الثلاثة أولاد الأمير نصر المذكورين قد دخلوا في الطريقه العيسوية سراً ولم يزالوا مصرين عليها وغيرهم من طايفة الدروز لم يدخل منهم أحد في العيسوية لا سراً ولا جهراً لا من الأكابر ولا من الأصاغر فهـذا ما تحققناه حال هذه القضية أعرضناه جلياً والأمر لولي الأمر وأدام الله تعالى دولتكم.

في ٢٥ ر سنة ٢٥٢
بشير شهاب

يتضح إذاً مما تقدم أن الدروز لم يمتنعوا عن الخدمة العسكرية الإجبارية لخوفهم من الحرب أو لقلة شجاعتهم، وأن الحكومة المصرية في ذلك الوقت، وإن شكت في نيات الآستـانة، فإنها لم تلمس حقيقة راهنة تستنتج منها أن السبب في قيام الدروز هو تحريض الباب العالي، ثم يظهر من كلام الأمير، وتقارير بحري بك ومحمد شريف باشا وإشارة الشيخ حسين تلحوق والشيخ حمد تلحوق، أن أمر الديانة كان من الأسباب الرئيسية لتعنت الدروز في أمر الخدمة العسكرية، ذلك أن عقلاءهم وشيوخهم رأوا في التجنيد الإجباري واختلاط «جهَّالهم» مع غيرهم من الشبان من سائر الفرق والأديان، رأوا في ذلك، بحق أو بغير حق خطراً على دينهم السري قد يؤدي مع مرور الزمن إلى ضعف في العقيدة وفتور في الدين.

وفي الختام لا بد لنا من رفع آيات الشكر إلى حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول لمتابعته سياسة والده العظيم في تنشيط العلم وتشجيع الأبحاث التاريخية.