TA شرح قطر الندى : لابن هشام وأما « ليس ، فذهب الفارسي في الحلبيات إلى أنها حرف نفي بمنزلة ه ما » النافية ، وتبعه على ذلك أبو بكر بن شقير وأما ( عسى ، فذهب الكوفيون إلى أنها حرف تج" بمنزلة ( آمل » ، وتبعهم على ذلك ابن السراج . والصحيح أن الأربعة أفعال ؛ بدليل اتصال تاء التأنيث الساكنة بهن ، كقوله عليه الصلاة والسلام : « مَنْ تَوَضّاً يوم الجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالفُسْلُ أفْضَلُ » ، والمعنى : من توضأ الجمعة فبالرخصة أخذ ، يوم ونعمت الرخصة الوضوء ، وتقول : ( بئست المرأة حمالة الحطب ، وليست هند مُفْلِحةً ، وَعَسَتْ هند [ أن ] تزورنا ) . وأما ما استدل به الكوفيون فمؤوّل على حذف الموصوف وصفته ، وإقامة معمول الصفة مقامها ، والتقدير : ما هى بولد تقُول فيه نيم الولد ، ونعم السير على عبر مقول فيه بئس المير ؛ فحرف الجر فى الحقيقة إنما دخل على اسم محذوف كما بينا ، وكما قال الآخر : وإعرابه على مذهب الدراء ومن وافقه من الكوفيين هكذا «نعم» مبتدأ ، وهو اسم بين الممدوح مبني على الفتح في محل رفع «الرجل ) بدل من نعم أو عطف بيان عليه مرفوع بالضمة الظاهرة و زيد ) خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة . وكان قياس ماذهب إليه هؤلاء أن يكون الولد فى قوله «ماهي بنعم الولد» وكذا العير ) فى قول الآخر ( على بئس العير ( مخفوضين، على أن يكون الولد بدلا أو عطف بيان من «نعم» المخفوض محلا بالباء ، و المير ) بدلا أو عطف بيان من ( بني ) المخوض محلا بعلى ، لكن الرواية وردت في الكلمتين بالرفع، وتخريج ذلك على أن «ما» نافية مهمة (هي) مبتدأ ( ينعم الباء حرف جر زائد «نعم» اسم بمعنى الممدوح، وهو خبر المبتدأ مبني على الفتح ، وله محلان: أحدهما جر بالنظر إلى الباء، وثانيهما رفع بالنظر إلى الخبرية ( الولد ) بدل أو عطف بيان على ( نعم ) بالنظر إلى محله الثاني، أو الباء أصلية و (نعم) في محل جربها، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذى هو قوله «هى) و الولد و نمت مقطوع ؛ فهو خبر مبتدأ محذوف، وقس إعراب المثال الثاني على هذا.
صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/28
المظهر