۲۲ شرح قطر الندى : لابن هشام وقد أنشد المؤلف صدره فى باب الإضافة من كتاب «أوضح المسالك ) (رقم ٣٤٥) وأنشده كذلك في كتابه شذور الذهب ( رقم ٤٦ ( اللغة : ( ساغ لى الشراب ) سهل مروره في حلقي ، وحلا مذافه ، وطاب لى شربه أغص» يفتح همزة المضارعة ، والمين المعجمة مفتوحة في الأكثر ومضمومة في لغة قليلة؛ وهو من القصص - يفتح الذين والصاد - والنصص هو وقوف الطعام واعتراضه في الحلق الماء الحيم ، كما هي الرواية الصحيحة هو الماء البارد ، والفرات - كما في الرواية الأخرى - هو الشديد العذوبة ، ومنه قوله تعالى : ( وما يستوى البحران هـذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ) من الآية ١٢ من سورة فاطر A المعنى : يقول : إنه - بعد أن أدرك ثأره ونال فى عدوه ما كان يشتهي - طاب له الشراب، وقد كان قبل أن يصل إلى هذه الأمنية إذا أراد أن يشرب الماء لم يستطع أن يسيفه . الإعراب : « قساغ » الفاء حرف عطف، ساغ: فعل ماض مبنى على الفتح لا على ل من الإعراب ( لى ) جار ومجرور متعلق بساغ الشراب » فاعل ساغ « وكنت » الواو واو الحال ، وكان : فعل ماض ناقص ، وتاء للتكلم اسمه مبنى على الضم في محل رفع قبلا ) ظرف زمان منصوب على الظرفية، والعامل فيه المنصب كان «أكاده فعل مضارع ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا و أغص » فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وجملة الفعل وفاعله في عمل نصب خير أكاد ، وجملة أكاد واسمه وخبره في محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره في محل نصب على المال ، وقوله ( بالماء » جار ومجرور متعلق بأغص ( الحميم صفة الماء ، وصفة المجرور مجرورة الشاهد فيه : قوله ( قبلا فإن الرواية فى هذه الكلمة بالنصب مع التنوين، وذلك لأن الشاعر قطع هذه الكلمة عن الإضافة في اللفط ولم ينو المضاف إليه لا لفظه ولا معناه ولو أنه نوى المضاف إليه لما نونه ، وذلك لأن المنوى كالثابت ، وإذا وجد المضاف إليه في الكلام امتنع تنوين المضاف ، فكذا يمتنع تنوين للضاف مع نية المضاف إليه . ومثل هذا البيت قول الشاعر ، وينسب لبعض بني عقيل من غير تعيين : وَنَحْنُ قَتَلْنَا الأَسْدَ أَسْدَ شَعُودة مَا شَرِبُوا بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَا
صفحة:شرح قطر الندى وبل الصدى (المكتبة التجارية، 1383هـ).pdf/22
المظهر