التعليم في المدارس الالمانية من هذا وما ذلك النظام هو الذي يربى الرجال ويهيئهم الى الاعمال المفيدة ويولد فيهم قوة الارادة التي تناسب حركة الترقى الشديدة في عصرنا هذا . وكيف تكبر عزائمهم وهم لم يتعلموا غير النظام الالماني حيث يسود النظام العسكرى في المدارس . انما الواجب تثقيف عقولهم وتوسيع نطاق تهذيبهم وتدريبهم الاعمال النافعة التي تساعد الامة على نشر سيادتها الاجتماعية لا العسكرية حتى تسبق غيرها من الأمم التي لم تبلغ شأوهافي التقدم . ولكنهم يريدون أن يضعوا فوق أعينها عيونا لا تمكنها من النظر في أحوال الأم الماضية ولا في حركة الامم الحاضرة الا ما كان ألمانيا . فلا ترى المشهد العظيم المفيد الا تاريخ البروسيا وهو يسير ولا تعرف للفوز معنى الا ما كان بحد المرهفات وأفواه المدافع لا الذي يكتسب بالجد والمثابرة والهمة والارادة . وكأنى بالامبراطور يريد أن يجعل جميع الامة الالمانية في حالة بعض فقراء الهند الذين يقضون حياتهم في مشاهدة ما دون بطونهم معتقدين انهم ينالون بذلك تمام السعادة . اذ هو يريد أن لا تعرف أمته غير طرف واحد من هذا العالم الشاسع وان يحجب عنها كل شيء سوى ذلك وانا نترك الفصل في امكان تحقق هذا الخيال الى الامة الالمانية نفسها غير أنا نستفيد منه لنعرف موضع النقص عندنا وما منا من يجهل اعجابنا بأنفسنا واعتقادنا بأن أمتنا اكبر الأمم وفي مقدمتها حضارة وتمدنا وان كل شيء لدينا اصـله الثورة الفرنساوية . ثم ننقل هذا الاعتقاد الى ابنائنا غير شاعرين باستمرار الزمان في تقدمه من دون اشتراكنا في حركته ثبت اذن ان الاصلاح الذي يشير اليه الامبراطور عقيم الفائدة من على جميع ٦٦
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/74
المظهر