صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين ۱ه تلك . وهي مثلها في ضمان المعيشة . والتقدم فيها محقق بطبيعة نظامها وان كان بطيئا . فان لم ينجح في الامتحان يركض نحو تلك المصالح حتى كثر عدد الطلاب وتعذر عليها أن تستخدمهم جميعا ، وكذلك كثر الميل الى الاحتراف بالحرف الادبية لان نظام المدارس من شأنه أن يوجد عند الطلبة معلومات عامة لكثرة عدد المواد التي يدرسونها فيخرج الطالب منها وهو على اعتقاد تام بأنه عالم بكل شيء لانه مر على كل شيء وفى وسـعه أن يتكلم عنـه أو يكتب فيه فيصير رجلا أديبا من أي صنف كان . على انه مضطر للالتجاء الى تلك الحرفة فان المدرسة لم تحسن تربيته أو أنها جعلته غير صالح لان يكون ذا صنعة مستقلة غيرها . ومما هو مشاهد للعيان ان نظام التعليم عندنا أذهان الذين يحترفون بتلك المهنة على كيفية مخصوصة وهى ضعفهم في البحث فلا يكاد الواحد منهم يجيد النظر في مسئلة الا قليلا . لكنهم من ذوى الاقتدار التام في التخيلات والحكم بالاستقراء الناقص مما يقرب الى الخطأ أكثر منه الى الصواب . ومن أحسن ما يستدل به على ذلك مطالعة برلی . ( جريدة المطبوعات ) التي تنشر كل يوم مايؤلف من الكتب الادبية في فرنسا اذ يتبين ان المؤلفات التي تقتضى وقتا وعناء تقل يوما فيوما . والذي يؤلف منها هو في الغالب نقل من كتب متعددة على شكل كتب دائرة العلوم لا مؤلفات شخصية وضعها صاحبها بعد اطالة الفكر وامعان النظر . بل تلك رسائل مطولة سهلة التناول . والغرض منها جمع عدة مسائل بكيفية تسهل الوقوف عليها ولم يعد يوجد في فرنسا من مؤلفى الكتب الشخصية وقرآنها الا عدد يسير . ومن هنا جاء ان ملتزمي طبع الكتب يحجمون عن - . - ♦