التعليم في المدارس الفرنساوية
المعلومات الحقيقية في أذهان التلامذة وتربية ملكاتهم العقلية لرسخت التعاليم عندهم غير أنه لا نتيجة لها ولا يقصد بها الا تشحيذ الذاكرة . لذلك قلنا ان التعليم لا يدوم الا قليلا فلا يكاد التلميذ يجتاز الامتحان الا وقد أدركه النسيان . والناس لا يرون في هذا ضررا لحصول الغرض المقصود اذ يكفي ان يكون الطالب مستعداً لجواز الامتحان فان و فاه حقه صار كل مرغوب بعده من الكماليات . فبه يحصل التوظف وهو منتهی الآمال. وعلى هذا يتبين لك ان الامتحان أصبح السبب الوحيد في تكليف التلامذة مالا يطيقون ومن أجله أيضأ وجد نظام انقطاع الا بناء عن أهليهم وسكناهم بالمدارس ليلا ونهارا وهو النظام المعروف عندهم ( بالداخلية )
وقد احتاجوا إلى ذلك لاعتماد الفرنساويين في تربية أبنائهم على المدرسة توصلا إلى النجاح في الامتحان حتى ينالوا وظيفة في الحكومة، وصعوبة الامتحان على ما قدمنا تقتضي طرقا مخصوصة في التعليم ووسائل تجهلها العائلات وان لم تجهلها فأنه لا يتيسر لها استعمالها ولا أن تراقب العمل بها ومن جهة ثانية فإنهم يخافون أن يضيع الوقت ويخشون من اشتغال أبنائهم بما يلهيهم عن الغرض المقصود أن لم يبيتوا في المدارس
ومما لاشك فيه ان هذا النظام ملائم لذلك الغرض كما ينبغي أى أنه يهيء الطلبة الى الوظائف الملكية والعسكرية . و بيانه أن الموظف الحقيقي هو الذي يجب عليه أن يتناول عن ارادته ولهذا وجب أن يتربي على الطاعة ليسهل عليه تنفيذ أوامر رؤسائه من غير مناقشة ولا نظر فيها لأن المطلوب منه ان یکون آلة في يد غيره . والداخلية من أعظم البواعث على هذه التربية