۳۸ مقدمة الطبعة الثانية عظماً من النقص الذي ينشأ عن طبيعة الاماكن والعمل والتربية التي تزيد في الشخص قوة الميل الى الاشتراك اكثر مما تهيئه الى العمل بنفسه سنبينه في هذا الكتاب . الا ان الشركات لاتزيل النقص وان خففته ولذلك فهي لا تفيد الالمانيين الا حيث تسهيل العمل دون ان تحدث فيهم ما احتاج اليه كل فرد من القدرة الشخصية التي تمكنه من التقدم في الصناعة والتجارة بنفسه ولنا على ذلك ما جاء في رسالة نشرت حديثا في المانيا عن تجارة تلك الامة في بلاد الترنسفال وبعث سفيرنا المركيز دي نوای بنسخة منها الى وزير التجارة مما يدل على تأخر التاجر الالماني منفرداً عن ، التاجر الانكليزي السكسوني كذلك قال كاتب الرسالة «يحتاج التاجر الالماني الى مساعدة حكومته والا احاط به الفشل كما اصابه في منافسته مع الانكليزي اولا فالالمانى يخرج الى العمل برأس مال صغير ثم هو على مابه من اقدام قليل الصبر غالبا» ولعله قال قليل الوسائل لان الالماني صبور « فلا ينتظر النجاح بل تنحل عزيمته اذا خاب مرة في مساعيه أما الانكليزي فانه يعلم أن النجاح معقود باطراف المثابرة» ولديه من الوسائل ما يساعده على الانتظار «وفى الالمانيين عيب خاص يحبط مسعاهم غالبا في « الترنسفال » وهو جهلهم بحركة الاسواق فيأتون ببضائع لا طلب لهـا يضاف الى ذلك عدم اعتنائهم بربط المتاجر و تغليفها» وهذا يدلك على مقدار تمكنهم في علم الاقتصاد المشهور عنهم قديما « وجهلهم بطرق التسفير وعدم التفاتهم الى اختلاط الاجناس في أسواق تلك البلاد . ومن أسباب عدم نجاح التجارة الالمانية اختيار المال ممن لاخبرة لهم بالتجارة وحاجات البلاد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/46
المظهر