٣٦٠ نهوض الهيئة الاجتماعية مهربا من ذلك النظام الذى يقولون امام الناس بضرورته وفوائده . هذا هو السبب فى اقبال الناس على المدارس التى يعنى طلبتها من سنتين فى الخدمة العسكرية منذ صدر القانون الجديد اقبالا حتى صار القاصدون يدوسون بعضهم على أبوابها وفى ذلك من الادلة أظهرها على النفور من الخدمة العسكرية لانها حالة شعرت بها الامة من غير منبه اليها وليس امام الآباء والامهات في العائلات الكبيرة من المعضلات التي لا ينفكون يلتمسون ذلك لها حلا الاكيف ينجو باولادهم من باولادهم من الخدمة المشار اليها وهى مع أبهى النظامات عندنا . وأما أهل الطبقات النازلة فيخضعون لحكمها وهم يز مجرون ويحسدون أهل الطبقات الرفيعة على تخلصهم منها ومتى هرب الناس من نظام وهجره ألصقهم به وأشدهم دفاعا عنه فقد أدركه الضعف و صار منحطا ولا أظن ان نمو الجندية الى هذا الحديدوم دوام أعمارنا فان لم يكن فينا من سلامة الذوق ما يكفينا مؤنته لقام بتلك الوظيفة عسر من جهة المال ومنفعة العموم العلامة الحادية عشر سقوط منزلة المشروعات الخيرية نعم ان الله الحال ان المقصد الذي توجد لاجله جمعيات البر والاحسان وجمعيات الاعانة وجمعيات الخير العام من أجل المقاصد واسماها لكنها مضرة من جهة كونها تجعل الناس يعتقدون بانها كافية لحل المسئلة الاجتماعية مع انها من قبيل المسكنات لا الادواء فهى تخدر الالم كالمورفين ولا تشفيه والمساعدة الحقيقية انما تكون بجعل المساعد قادراً على الترقى لا تقديم المعونة اليه ومن هذه الجهة كان البحث على حل المسئلة الاجتماعية بتلك
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/368
المظهر