سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٤٧ البذور فيها وبأنه من ( العبث ( الالتفات الها . انما طبيعة الارض الاجتماعية سبب من الاسباب الجوهرية التى لها التأثير الاعظم في نجاح المؤثر الادبي وخيبته . ولا أريد الاستدلال على ما أقول الا بتجارب موسیو ( بول دى جاردان ) صاحب الدعوة الى تأليف القلوب حول المؤثر الادبى فقد التقينا في ايد نبورج أيام قصدناها لالقاء بعض الخطب هناك هو في مؤثره الادبى وانا في العلم الاجتماعي ورأيته متعجبا من اقبال الناس على مذهبه ويرى كما اخبرنى ( ان الارض صالحة جدا والواقع انه لقى من أهل تلك المدينة قوما يصفون اليه بكمال الالتفات ويسمعون حديثه بجد واهتمام وعلى افكار تليق كل اللياقة بمذهبه ونشر مباديه وكان مندهشا من الفرق بين استعداد الافكار في هذه المدينة وبين حالة الافكار في فرنسا اذ يوجد بين أصحابه انفسهم عندنا من يتبعه لمجرد الانضمام اليه حبا في التقليد والتمسك بكل شيء جديد جريا على اميال الفرنساويين في هذه الايام الى علوم الادب والاخلاق فان الرجل منا اليوم يتمذهب بمذهب كذا أو كذا ليقال كما جرى على السنتهم ذلك أظرف وأحلى ذلك احكم وادق ذلك هو الرأى الاخير ذلك ميل من الاميال وهكذا من الالفاظ الغريبة التي درجت بينهم . فاذا تبدل الحال اوجد جديد را يتهم يتسارعون الى ترك ما تعشقوا وذهبوا يتفرجون على الرأى المطل كما يترك الرجل رداء الصيف ليلبس ثوب الشتاء وفى كل هذه الادوار ترى عامة القوم يقلبون ذاك الجد هزلا كما هي عادة الفرنساويين في قلب كل شي تهكما تلك أرض ليست صالحة لوضع البذور فيها والنشأة الاجتماعية الحاضرة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/355
المظهر