٣٤٤ نهوض الهيئة الاجتماعية الضمائر واجتذاب القلوب الى الدين أمراً يسيراً . كذلك قد انتشرت الكنائس والمعابد والهياكل انتشاراً عظيما ويدخلها الكثير من الاطفال ليتلقوا تعاليمها والعدد العديد من الناس ليسمعوا الوعظ والنصائح وتشاهد أعينهم بما يمثل امامها من المناظر والاحتفالات كيف ينتقل المرء من حالته الاعتيادية فيصير من أهل الخير تقيا . وللوعظ والارشاد رهبان وقسس يعدون بالآلاف وهم لا يفترون عن اداء ذلك الواجب . فلو كان هذا كله مما يوصل الى الغاية وحده وان عن نوالها لاصبحنا بها ظافرين لكنا مع ما نقول لا نرى الانجيل سائداً فى الناس ولا هم يعملون بمقتضى قواعـــد الحكمة الصحيحة التى أسسها عظماء الفلاسفة في الاعصر الأخيرة والتي تطابق تعاليم الانجيل ومبادئه . والجلى الواضح ان الفرق عظيم بين درجــة الكمال التي يشعر بها الوجدان بعد هذا العناء وبين ما نجرى عليه فعلا من الاخلاق والآداب » « راجع وكتاب عقلنا صحيفة ١١ ) ولو اني القائل لما أجدت كما أجادوا والعجب من كون الذين كتبوا ما نقلنا لم يدركوا مكان الضعف فى مذهبهم الذي أسسوه على المؤثر الادبي دون سواه . يعترفون بان « ألوفا من القسس والرهبان يعملون على الدوام لا نجاح مقصدهم فى الاخذ بناصر الامم من وهدتها وأولئك القسس والرهبان هم من جميع المذاهب والاديان فمنهم الكاثوليكي والبروتستانتي واليهودى وياليتهم كانوا وحدهم بل أضافوا اليهم « عظماء فلاسفة العصر » وخرجوا من هذا كله يعترفون والحزن ملء قلوبهم بانهم كلهم قلوبهم بأنهم كلهم أمسوا خائبين وبان الناس لا يعملون بما قضى به الانجيل وما قرره الحكماء وأعجب
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/352
المظهر