سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٤١ بتلك الاخلاق ولا تزال هاوية حتى الآن وهنا أيضا لا أنسب تأخرها الى نمو الاخلاق والدين فيها لانني أقع بذلك فيما وقعوا فيه من الخطأ اذ قالوا ان بين حركة الاخلاق وحركة الامم وسأفى نسبة كما بين العلة والمعلول وهو خطأ انا اجتهد فى نفيه والتحذير منه هذا المقام حقه لانه مفتاح الموضوع الذى أبحث فيه بلغت حركة الاخلاق والدين فى ايتاليا فى القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر مبلغاً عظيما وظهر فيها من القائمين بتلك الحركة كبار من أهل الدين كالقديسين ( فرنسواد اسيز» و «کلیر» و «انطوان دي بادو» والسعيد یواقیم دی «فلور» و «حنادی پارم» و «فرا سالامبو» و «یعقوبین دی تودی» و «سلیستان» و «کترین دی ستین» وغيرهم وظهرت طوائف الفرنسيسكان و «كلاريس » التي ادهشت الدنيا بفقرها وخضوعها وهما الفضيلتان اللتان يحلهما أصحاب المؤثر الادبي أعلى مقام لقولهم انه لا صلاح للناس « الا اذا تجردوا عن التعلق بكل أمر لا يكون ضرورياً» ولقولهم « عجباً لقوم يأتون لينصحوا الامة وهم في العربات راكبون مع انها لا فائدة لها من اقتنائهم تلك العربات وهم بذلك انما يزرعون الحسد فى القلوب بما يظهرون من التأنق والترفه ويؤكدون بهذا وجود طبقات بعضها فوق بعض مع انهم يقولون ان ذلك وهم وخيال وعليه فاذا أردنا أن نشفق حقيقة على الامة و نتأسى لما هى فيه من الآلام ينبغي لنا أن نتجرد عن كل شئ من شأنه أن يجعل الحياة في الظاهر حياة تفاخر وتنعم ولا محيص لنا عن العمل بهذا الواجب وان كان شاقا كما قدمنا اذ يجب علينا أن نعكس سلم أحكام العقل فنجعل الفوقى
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/349
المظهر