سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۳۹ الاشجار وسجلت أنواع الحيوانات على اختلافها في الدفاتر والاوراق ولم تعب نفس واحدة عن الحاسبين وقد حشدت الخلائق في المدن من جميع الجهات وسارت قوافل الرقيق تروح وتغدو في الخلاء وسمعت أصوات السياط وضربات التعذيب صاعدة من كل جهة ومكان وكان الرجل يدفع الضرائب عن أرض لا يملكها ولا هى فى يده حتى العجزة حتى المرضى حتى الاموات سجلوا فى دفاتر الصيارف وضربت عليهم الجزية أى على الاحياء من أجلهم ) ولم تترك تلك المظالم بغير طعن ولا تنديد بل قام الالوف من القسس والرهبان والاولياء لنصرة المظلوم ورفعوا أصواتهم بالتنديد على المعتدين وجعلوا يعظون الناس بأتباع أسلم المسالك وكانوا لهم في ذلك قدوة حسنة ولكن الانحطاط استمر فى هبوطه وسار سيراً حثيثا ولم تجد الاقوال ولا نجحت التعاليم ولم يقف الدمار برهة واحدة من الزمان بل ظل يتقدم حتى استحكم الفشل وتم التمزق والانحلال هنالك أقبل المتبربرون وأتوا بتلك المعجزات التي عجز عنها أولئك الافاضل والاولياء بسهولة لا زيد عليها ومن دون ان يلتفتوا الى ما يصنعون ورغما عن توحشهم ومعائبهم وما ارتكبوا من الجرائم والآثام فبرزت من بينهم الامم الحاضرة التي تخالف الامم الغابرة كل المخالفة وتفوقها من حيث الاحلاق والاحوال الاجتماعية ربما يعترض بأن المتبربرين انما نجحوا في تغيير الاحوال الاجتماعية لأنهم نشروا فى الامة الرومانية بساطتهم في المعيشة ولانهم كانوا أقل فسادا
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/347
المظهر