سر تقدم الانكليز السكسونيين ۳۳۱۷ الشخصية ومحبة الغير ويقولون « ان الانسان يؤثر بارادته في نفوس الغير مجرد اقدامه بشجاعته على العيشة الروحانية » لكن هل تضحية الذاتيات وتذليل النفس وحب الغير وهي التي يجمعها قولهم « المؤثر الادبي » تؤدى كما يؤكدون لزوما الى رفع شأن العالم الانساني و ايجاد النظام الاجتماعي المطلوب هذا هو محل البحث وموضع النظر . وأنا أجهر بمخالفتهم وأقول بأن المؤثر الادبى مهما عظم فعله لا يكتفى للقيام بحاجة الهيئة الاجتماعية ولا أبالى اذا أخجلتهم بشذوذى عنهم وأخجلت وأخجلت معهم قوما آخرين . على انى لست من اليائسين الذين خرجوا عن جميع الاديان ولكنى من المؤمنين التابعين لمذهب مقرر فى الدين ولى كنيسة أركن اليها فقولى هذا ليس ناشئاً عن بغض أو مجافاة بل العلم هو الذى أملاه على . واذا أردتم أيها القراء فابحثوا معى فيه لنا فى البحث طريق سهل حقيقى وهو ان نقيس مرادهم في المستقبل بما كان فى الماضى . وقد نبغ في بعض الازمان الماضية رجال من الاولياء البررة الاخيار اعتقد الناس بحق فيهم أنهم بلغوا من كمال الصفات وتهذيب الاخلاق حد الاعجاز وبرهنوا على تضحية الذاتيات ورد جماح الشهوات وحب الغير أى برهان . ولا شك فى ان أصحابنا يرضون كمال الرضى ويصبحون آمنين على صلاح النوع البشرى اذا تيسر العود الى مثل تلك الاوقات وظهور مثل أولئك الاقطاب ورجوع ذلك الينبوع الى مجاريه ولننظر ماذا نتج عن ذلك فى الأيام الاولى لظهور الدين المسيحى
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/345
المظهر