٣٢٤ أحسن الحالات لتحصيل السعادة والثاني مذهب المدميين المعروفين في الامم السلافية الشمالية باسم ( نهليست ) وهو ضرب من ضروب اليأس أيضاً . وهم أمهم خرجوا من حالة المعيشة البسيطة الى حالة أوروبا الغربية ورأوا أنهم ملجأون الى الكد والعمل فارادوا الهرب من تلك الواجبات الجديدة ولم يهتدوا اليه سبيلا. لذلك تولد فيهم مذهب العدم أى انكار كل ما فى الوجود ووجوب العمل بما يقتضى الروح التخريب والابادة . وأولئك قوم لا سعادة لهم في هذه الدار أيضاً والثالث مذهب الاشتراكيين وهو اليأس الذي استولى على أمم الغرب الذين لا يزالون على الحالة الاتكالية قليلا أو كثيراً . والسبب في ظهور هذا كما بيناه النشأة الاصلية التى فطرت عليها تلك الامم . وخلاصة المذهب حمل كل فرد على طلب السعادة من أمته وفيه انكار مزايا العمل والاجتهاد والهمة والاقدام . ومن أراد الوقوف على حقيقة رأيهم فليقرأ رسالة ( لا فارج ) ضد العمل التي عنوانها ( حق الانسان في الكسل ) فمنها ( لقد استولى الجنون على طبقات الفعلة في الامم التي ساد فيها أصحاب الاموال ونشأ عن هذا الجنون بؤس حال الناس وضنك الهيئة الاجتماعية اللذين أصيبت بهما الانسانية منذ قرنين كاملين فكدرا صفو العيش عليها والعمل هو السبب الفعال في فساد أفكار الامم التي ساد المال فيها وهو السبب فى تشويه الانسان وتركيب الانسان ) ثم أراد المؤلف ان يستدل موسیو على افضلية الكسل على العمل فذكر المثل الاندلسي ( الراحة هى الصحة ( ) (۱) ولو كان يعرف العربية لتمثل بقول بعضهم ان البطالة والكسل أحلى مذاقاً من عسل (1)
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/332
المظهر