٣٢٠ أحسن الحالات لتحصيل السعادة فامم اليوم سلالة امم الامس والفرق بينهما ان الارض لم تعد تنبت شيئا من نفسها كما مضى ورجل اليوم من تلك الأمم تعود الاعتماد على ما يسوق الله اليه من الرزق الطبيعي وما يساعده به الاهل والمواطنون ثم امسي وقد فقد المعونتين واضطر الى اقتحام الاتعاب ليحصل قوته بنفسه . فالحاجة تناديه ( اعمل وكن ذا عزيمة ومضاء ولا تركن الى غيرك اذ ليس من سبيل غير هذا في تحصيل رزقك وسعادتك ( وفطرته الاصلية وما شب عليه من العادات هذا النداء ( ان العمل والجد والعزيمة متاعب أحلى منها اجتنابها وفى البعد عنها سعادة الانسان ) والغالب هو صوت الفطرة لانه يجد أذنا صاغية يجيب هي العادة المألوفة لاسيما وانها مقبولة يرتاح الى الاسترسال معها ومن المعلوم أنه لا ملجأ للمرء من تحمل هاتيك المتاعب الا استعمال ما ورثه عن آبائه من الاعتماد على الغير والعيشة مما يكسبون أعنى بذلك التمادي في طلب المعونة من الناس شأن الزنبور مع النحلة نعم زنبور ذلك الفتى الذي بلغ العشرين من عمره وكان سليم الجسم صحيح القوى ثم جعل كل اعتماده على ما يتناوله من عائلته فلا يعيش الا من مكارمها زنبور ذلك الفتى التي بلغ الخامسة والعشرين أو الثلاثين ثم هو لا ينظر الى الزواج الا من حيث المهر الذى يكون لخطيبته ليكون له منه سبيل سهل للمعيشة على نفقتها زنبور ذلك الفتى الذى يحتقر المهن الحرة والصنائع المستقلة ويرى الشرف
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/328
المظهر