سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٠٧ فاصبح رجلا ترفع عن الحرف الدنيئة التي كان مقصوراً عليها بحكم مذهب التكافل المميت ولم يعد كناسا في الشوارع والطرقات أوصانعا كالآلة تتحرك بارادة غيرها وأمسي قادراً على العمل بنفسه وتحصيل الرزق من غير الاستعانة فيه الا بهمته ودخل في طريق سعادته أما المهاجرون من التليانيين والبولونيين فهم أقرب منه عهدا بمعاشرة الامة الانكليزية السكسونية ولم يتم خلاصهم حتى الآن مما تربوا عليه في بلادهم ولم ينته تحولهم من حال الى حال الا ان الشوط الذي ساره الارلندى في تلك البلاد يدلنا على الغاية التي هم صائرون أيضاً اليها بالتدريج فلا بد لهم مثله أن ينالوا في ذلك الوسط وبتأثيره ما فيه سعادتهم ولا يتوهمن أحد ان هذا الانقلاب يحصل اجماعا أن يناله الكل على السواء بل هو يحصل لكل فرد على حدته كما أشرنا اليه فاكثرهم عملا واكبرهم همة أسبقهم الى الترقى ثم تليهم الطبقة التي دونهم فالتي من بعدها وهكذا اكل امرئ ما كسب ثبت من هذا ان الامم الاستقلالية أصلح لنمو التكافل الاجتماعي من الاتكالية . وكانى بالذين يحبون التمادى في الجدال من القراء يتساءلون عن مصير الافراد الذين لا قبل لهم على الارتقاء بانفسهم في مثل ذلك الوسط الاستقلالي رغما عن تعدد وسائل الحث والتحريض فاجيبهم بان من لوازم هذا الوسط تقليل عدد أولئك الضعفاء جدا بخلاف مذهب التكافل فانه يساعد على كثرتهم دائما وبرهانه الارلنديون في الولايات المتحدة . تم ان مذهب التكافل فضلاً عن كونه يعود الناس على عدم الاهتمام الامم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/315
المظهر