سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۹۹ لا على غيركم اذ كل ما يمكن لا هليكم واصدقائكم وجيرانكم وحكومتكم ان يساعدوكم به أقل فى الحقيقة بكثير مما يمكنكم ان تساعدوا به انفسكم بانفسكم اذا عولتم عليها ولم ترجعوا في أموركم الا اليها . لانه من المسلم أن مثل هذا الخطاب انما يؤثر فى تقول المتنورين ولا يأخذ الا بقلوب الذين سمت مداركهم وكانوا قوما عارفين . ولكنه لا يجذب الجماهير خصوصاً من أسلموا أمرهم الى أهل السياسة وأوقفوا حظهم في الحياة على ما يعملون . ذلك لانهم لا يطلبون نصيبهم في الوجود الا من الحكومة ولا يرجون مزية الا من الهيئة بتمامها ومثل هؤلاء القوم يسهل اكتساب قلوبهم اذا وعد و اصلاح امورهم بواسطة ذلك التكافل لانه صيغة مبهمة بسيطة يقبلها الناس بالسهولة ولا تضيق على أحد ولا توجب شيئاً من المتاعب ولا تستلزم مع ذلك تغيير شيء مما يجرى عليه الناس في الحياة الآن . وهي دعوة تلذ لعامة الناس الذين لا يطلب منهم عمل من الاعمال وهم لا يطلبون كل شي من غيرهم وتلذ أيضا لرجال السياسة والمشتغلين بالمسائل الاجتماعية والحكماء ومحى الانسانية الذين لا يتكلفون من القول الا يسيراً ليظهروا أمام الناس في ثوب قوم عرفوا متاعب الانسانية وكانو بها مشفقين نعم يكفى ذلك لتأليف الاحزاب و جمع النصرآء ولكنه لا يكفى للنهوض بالانسانية نحو كمالها بل أنه يزيد في سوء حالها لان التكافل أمر وهمى أكثر مما هو حقيقى واليك البيان بالانجاز أولاً مجرد النداء بإن الناس كفلاء بعضهم لبعض وأن مساعدة البعض للبعض واجبة لا يكفى لا يجاد التكافل أولا حكام روابطه بينهم وانماميل الأفراد
