سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۸۳ الجمعيات التي ترجع فى أصولها الى الامة الرومانية القديمة فجعلت الشخص أى الفرد الواحد راجحا على الدولة ورجحان الفرد على الدولة هو الذى كان السبب في تجزئة البلاد الفرنساوية والجزائر البريطانية الى امارات صغيرة لا تحصى حتى صار عددها في القرون الوسطى بقدر عدد الاملاك الخصوصية فكان كل واحد سيدا في أرضه له الحكم فيها و حفظ النظام بين ساكنيها وهكذا حلت أوطان كثيرة فى محل ذلك الوطن الوحيد الروماني وليس من غرضى الآن أن أبين هنا السبب فى زوال هذا الشكل الجديد شيئاً فشيئا من البلاد الفرنساوية حيث اقصته عنها الحكومة الملوكية التي جمعت اشتات السلطة وفى بقائه كما هو ببلاد انكلترا غير أن الواقع هو اننا لا نزال نشاهد تلك الصورة عند الامم الانكليزية السكسونية أعنى في بلاد انكلتر او مستعمراتها المديدة وفى الولايات المتحدة . ولكي نبين حقيقة تلك الوطنية ينبغي لنا ان تذكر طرفا من الحوادث التي يعملها الكل لما فيها من الدلالة الواضحة أولا سهولة هجرة الرجل عن وطنه وليس مقصدنا أن يهاجر منه على مقربة من حدوده بل يرحل عنه بعيدا جدا فيقطع الارض من ناحية الى أخرى . والمهاجر من الانكليز السكسونيين يشعر دائما بانه انما يرحل عن بلده مستصحبا لوطنه اذ هو يرى الوطن حيث يعيش المرء حراً ( ۱ ) هذا يذكرنا بقول الحريرى لاتركين الى وطن فيه تهان وعتهن وارحل عن الدار التي تعلى الوهاد على القنن وجب البلاد فايها ارضاك فاختره وطن (1)=
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/291
المظهر