٢٧٤ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين ومن أجل ذلك احتاجت كل أمة من تلك الامم أن يكون نظامها. وافقا لحاجاتها خصوصا ما يتعلق بدفع الاعداء ومهاجمة الخصوم اذ كان لا مناص لكل منها من الاعتماد على نفسها وهذا هو السبب في اعتنائها كلها بتربية شبانها على التمرينات الجسمية حتى صارت القوة والمهارة وخفة الحركات والحذق في رمى النبال أعز صفات الشبيبة فاقيمت ميادين الالعاب العمومية وعظم الاهتمام بها وما ذلك الا لانها كانت في الحقيقة مظاهر للوطنية في توب مخصوص من هنالك كانت الوطنية محلية أى قاصرة على أهل كل مدينة أو طائفة دون جارتها ومن هنا جاء اسم المدينة والبلد بمعنى الوطن مما ملئت به كتب المتقدمين فجميع الاعمال العظيمة والوقائع الشهيرة التي احتفظنا عليها كانها الدين وجعلنا نحشو بها اذهان ابنائنا فى المدارس من غير نظر ولا تأمل كلها صور من تلك الوطنية التجارية . وقد افتخرت كل مدينة بشجعانها كما افتخرت بحكمائها لان الفريقين غرس أرض واحدة هي حالة تلك المدن الاجتماعية في هاته الازمان . قال ( استرابون ) عن (كروتون ) أنه كان يعتنى على الخصوص بتربية الشجعان حتى توصل الى اختصاص رجاله بالغلبة في ميادين الالعاب العمومية وقيل أن أضعف رجل من رجاله كان يعد في مقدمة اليونانيين . وكان الناس يعظمون الظافرين في تلك الالعاب تعظيما لا مزيد عليه فيخلمون عليهم أحسن الخلع ويختصونهم باكبر علامات الشرف والامتياز ويتسابق المصورون الى اقامة تماثيلهم في كل ناد . هكذا أقيم في ( اولمبيا ) تمثال ( استيلوس ) وهو من تلامذة كريتون المذكور وقد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/282
المظهر