۲۷۲ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين اجتمعت تحت رايته فى وديان العرب أو الصحراء وأطرافهما من بلاد اسيا الصغرى الى بلاد الأندلس . كذلك يدخل فيها الترك فانهم أخذوا عن الاسلام اشكال حكومتهم وكانوا يجهلونها لما هم فيه من البداوة غير مستقرين في مكان ويكفى في بيان حقيقة هذا النوع من الوطنية ذكر هذه الامم فالمتمسكون بها لا يطيقون الجدال فيها ولا يشفقون أى اشفاق على أعدائهم الوطنية فيهم الدين وهو لا يقبل التحوير ولا يحتمل التسامح والتفسير. وأهم شيء يوجب الخشية منها هي انها لا تقتصر على اخضاع الاجسام الى سلطانها ولكنها تبسط سيادتها أيضا على الافكار والارواح فلا تكتفى برضوخ من تتغلب عليه الى حكمها وتكلفه اعتناق مذهب أصحابها فاما الايمان واما الاعدام . ولقد اهرقت هذه الوطنية دماء كثيرة خضبت بها تاريخ أجيال عديدة وهى اليوم تنكشف الى الباحثين مثقلة لان مرجع بالفظائع والآثام ان الدين اذا اتخذ الارهاب سلاحه بدل الدليل والاقناع لم يكن الا غضبا وهياجا ومن الواجب التنكيل بهذه الوطنية بكل ما في الجهد ومغالبتها حد الاستطاعة وهذا الواجب انما يطلب من المؤمين لانها تحط من قدر الاحساس الديني والعدالة الصمدانية وهما أشرف الامور وأعلاها مقاما ذلك لان مثل الذين يدعون هذه الوطنية كمثل اردأ الزنادقة وأخبث المنافقين تراهم يحملون السيف أو العصا ويأتون موارد شهواتهم ومواضع انتقامهم و مرامی اطماعهم باسم الدين وتحت ستاره (1) (۱) نحن لا ندرك معنى لحصر هذا النوع الممقوت من الوطنية في الامم التي تقطن
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/280
المظهر