سر تقدم الانكليز السكسونيين ٢٦٩ يمجدون الوطن ويدأبون على اثارة الوطنية في الافكار يسعى آخرون في الحط من معانى هذه الكلمة ويقولون أن الوطن امرأة تدعي الامومة تطفلا وأن ذلك الوهم اقام زمانا وانقضى ولم يعد موافقا لمقتضيات الايام الحاضرة وأن كل الناس اخوان ويعلنون على رؤس الاشهاد أنهم لا وطن لهم غير مبالين بما يحسه مواطنوهم من الخجل لسماع مثل هاته الاقوال : هذان مذهبان مختلفان يتعذر التوفيق بينهما غير أن لكل مذهب سديا يعلله ومصدرا اليه وينبغي لنا أن نبين حقيقة الوطنية ونشرح صورها في الأذهان يرجع بحسب تقلب الازمان و نقف على أسبابها ونتائجها ليتبين ان كان العالم صائرا الى تأييد تلك الحقيقة أو أضعافها أو تحويرها فنعلم أى الحزبين أصدق رأيا وأصح فكرا فاذا بلغ منا العلم أنهما محقان من جهة و مخطئان من جهة أخرى بحثنا عن درجة خطأ كل واحد منهما تلك مسئلة عويصة دقيقة تحتاج من كاتب هذه السطور ومن قرائه لى روية كبيرة وحرية فكر واسع فيجب علينا جميعا أن نطرح ولو الى حين كل ميل الى الحزب الذى ننتسب اليه وكل تحزب للبلد الذي نحن منه و نفرض أنا نوجد في كوكب غير قارتنا حيث نشرف منه مطمئنين على جميع حوادث الأرض وما يجرى فيها أول شي يراه الباحث هو أن الوطنية لا تنمو بدرجة واحدة عند جميع الاسم لانها ثمرة اسباب شتى فهى تنوع بحسبها ولها صور مختلفة تمتاز منها أربع عن البقية وهى . الوطنية الدينية أى التي يكون مدارها على الدين والوطنية التجارية أى المبنية على التنافس فى التجارة والوظيفة السياسية أى
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/277
المظهر