٢٥٧ سر تقدم الانكليز السكسونيين اعجابنا قبل قيام العلم الاجتماعي . . واذا جعلنا النظر رأينا ان أكبر أمم الغرب همة في العمل وأرقاهم في زراعتها وصناعتها وتجارتها وأشدهم بأساً في التنافس الذي تخشاه الامم الاخرى وأسرعهم الى احتلال الاقاليم التي لاتزال خالية في الدنيا هي تلك الامة الانكليزية السكسونية التي لا تمارى والتي ضاقت بها بلاد انكلتره فتدفقت في الجهات الاربع وترعرع في أمريكا غضنها القوى فكانت الولايات المتحدة وكل يرى هذا حتى الذين لا يبصرون . ومن المعلوم ان الامة الاستقلالية الحقيقية بين أمم الغرب هى الامة الانكليزية السكسونية وانها أبعدهم عن النشأة الاتكالية وانها هى التى بلغت عندها همم الافراد منتهاها ووصلت سلطة الحكومة الى أدناها هكذا كانت الامتان اللتان تمكننا من أعناق العالم في الزمنين أمة الرومان في العهد القديم وأمة الانكليز السكسونيين في هذا الزمان أبعد الاتكال وما هذا الاتفاق بصدفة فان الصدقة محال وانما هو الامم عن ! لازم من لوازم نشأة الاستقلال والاقتناع بما نقول سهل ميسور ولقد يمكننا ان نلخص الموضوع في كلمتين : ما اعتمد الانسان على غيره وانتظر المعونة من المجموع الا وقلت همته وقعد عن الكد بنفسه ليكسب معيشته . وماعرف الانسان الا انه لا اعتماد له الا على نفسه ولا معونة الا من عمله الذاتي الاوكبرت همته واشتد على الكد ساعده ليحصل رزقه ويترقى على الدوام حال الافراد في الامم الاتكالية كحال موظفي النظارات ومستخدمى 151
