سر تقدم الانكليز السكسونيين ٢٥٥ بعض جهات المسكونة الى يومنا هذا ولا يزال سائداً بين أهل آسيا وأفريقا الشمالية بل وجميع بلاد أوروبا الشرقية . فمن المعلوم ان القرية التي تسمى عندهم ( مير ) عبارة عن روكية عظيمة هي التي تملك الاراضى وتقسمها بين روكيات العائلات فى كل حين بحيث لا يكون تحت يد كل عائلة من الاطيان الا نسبة عدد الذين يعملون من اعضائها فالشغل مشترك كملكية الاراضي ثبت اذن ان الروكية ليست حلا جديداً بل هي موجودة من يوم خلق الله الدنيا ولا يزال بعض الامم يعيش فيها ودفعاً لما عساه يقال من انه حل مرضى ينبغى لنا تتوسع في البحث حتى نرى الاشياء كما هى وأبدأ باستلفات القراء الى المشاهدتين الآيتين الاولى علمنا من التاريخ ان احدى أمم الازمان السابقة تقدمت كثيراً على البقية وانتهى بها التقدم ان سادت على من سواها وأعنى بها الامة الرومانية ومما يستوقف النظر ان الامة الرومانية هي التي تمكنت من التخلص من الروكية بدرجة لم تصل اليها أمة سواها ولذلك اسباب شرحها موسیو ( بريفيل ) فى مجلة العلم الاجتماعى الصادرة في شهر يناير سنة ١٨٩٢ ضمن رسالة على الرومانيين في مصر القديمة . نعم انها لم تتخلص منها تماماً لان ذلك الحظ لم يتوفر لامة من أمم الازمان القديمة غير انا لا نجد أمة عظمت شأن الملكية الشخصية وبالغت فى احترامها مثل الامة الرومانية وفيها وصلت انانية الانسان الى أعظم نمو أتيح لاهل تلك العصور وفيها صار الانسان مسئولا عن نفسه وعن عمله وفيها عرف الانسان انه لا ينبغي له الاعتماد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/263
المظهر