سر تقدم الانكليز السكسونيين ٢٥٣ يتناول الموضوع الذي نحن فيه ثبت مما قدمناه ثلاثة أمور : ان ألمانيا هي منبع مذهب الاشتراكيين وان الالمانيين هم الذين ينشرون مذهب الاشتراكيين في الدنيا وان مذهب الاشتراكيين لا ينتشر في الامم التي نمت فيها هم الافراد الذاتية وقل تداخل الحكومات ولم يبق عندنا الا البحث فيما اذا كان مذهب الاشتراكيين الالمانيين هو الافضل فى حل مسئلة الفعلة أم استقلال الانكليز السكسونيين وفيما هو الحل الذي يدخره المستقبل وانى أرجو من القراء ان يعتقدوا بأن نظام الاشتراكيين ليس بالجديد أبداً كما يميل الى اعتقاده أولئك الذين ادعوا انهم اخترعوه بل أقول انه قديم قدما عظيما حتى الصرم عمره وانقضت أيامه وصار من السهل الوقوف على ما يأتي منه في المستقبل بمعرفة ما نتج عنه في الماضي ونحن اذا جردنا المذهب من تلك الالفاظ المقمرة ورجعنا به الى صورته الحقيقية رأيناه انما يتقهقر بنا الى ما كانت عليه الامم الغابرة تقهقر البسطاء ان لم أقل تقهقر الجهلاء وسنرى ان كان هذا النظام يليق بالمستقبل ولنقتصر الآن على العلم بأنه كان نظام الزمن الذي مضى وانقطع يريد الاشتراكيون كما عرفنا ان تكون الملكية وآلات العمل وهى وسائل العيش فى الدنيا مشاعا للمجموع وان المجموع يكون هو الرئيس الاكبر وهو الذي يوزع ما تحصل من العمل على كل عامل بحسب شغله أو بحسب حاجاته ولم يهتدوا تماما الى الاتفاق على طريقة التقسيم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/261
المظهر