۲۳۲ أهل السياسة في فرنسا و في انكلترا الحرف الجارية الثلاث رأى القراء أن الشكل الذي قدمناه اليهم يشبه الحجارة العظيمة المتزعزعة لقيامها على أساس ضيق تموج في كل صوب لاقل صدمة تلاقيها أما تلك الاحجار العتيقة فثابتة أعنى انها تقاوم تقلبات الحوادث رغما عما بها من الاهتزاز وتمر عليها الاجيال وهي باقية ومن سوء حظنا أن الحال ليس كذلك عندنا فالنيابة المليـة في فرنسا تجرى مع كل ريح تهب من جانب الافكار وتسقط الى حيث تميل تارة في الشمال وتارة في اليمين فتهشم في سقوطها المنافع الثلاث التي رزحت تحت أنقالهـا وأمست عاطلة مع أنها هي المنافع العمومية الحقيقية في البلاد الفرق بين حالنا وبين حال الامة الانكليزية في هـذا عظم . ترى شكل نظام النيابة في تلك البلاد لا يمثل ذلك الحجر الذي اختل مركز ثقله ولكنه يمثل اهرام الفراعنة ذوات القواعد العريضة القويمة . هناك ترى نسبة التوازن مرعية وكل عنصر من عناصر الامة مستويا في مكانه ونسبته تغيره على قدر المنفعة العمومية التي يشخصها وترى الحرف الادبية قد انحصرت في دائرة مقبولة فزال شرها بل صارت كما ينبغي أن تكون زخرفاً مليا وركنا مهما من أركان التقدم في الافكار والآداب و.لطفا لما عساه تأتى من الافراط من جانب أهل الحرف الجارية الضرر عندنا كل الضرر من أنه لم يعدلنا نواب طبيعيون واذا أردت أن تعرف من النائب الطبيعي فاقرأ ما كتبه ( تاين ) ( مذكرات على انكلترة صحيفة ٢١٧ الى ٢۱٨ ) حيث يقول (انالنعجب باستقرار
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/240
المظهر