المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز الرجل الى آخر يوم من حياته كالا جراء ( تلك طريقة مثلى في استعمال الثروة والمال ) فبقى على لهجتهم في الكلام وازيائهم وهيئتهم وكان في الاصل ذا لهجة عامية وزى وضيع وهيئة رثة ولا أقول أكثر مما ذكر . شاهدته مرارا يبرد بنفسه بعض المصنوعات في مسبكه كاجير بسيط استخدم ليدير آلة من الآلات . وعليه فقد بلغ هذا الرجل ما بلغ من الثروة والغنى ولكنه لم يرتق في طبقات الاجتماع . وما سبب عدم ارتقائه الا انه لم يتعود في بيت ابيه منذ الصغر على هيئة حسنة ولم يعرف نظام المعيشة وموجبات الراحة في السكنى وما يتبع ذلك من لطف الشمائل وظرف الازياء 194 يوجد بين الاهالي في فرنسا قوم لهم استعداد كبير للتجارة وهم أهل ( أوفرينا ) كما ان لهم تفننا عظيما في الاقتصاد ولست اتعرض لبيان السبب في هذا الاستعداد ولكني اكتفى بالدلالة عليه . والرجل منهم قد يبلغ درجة معتبرة من البروة ولكنه لا يخرج عن حالة التاجر الصغير ولا يتخلى عن عاداته وما الف بل يبقى على عادات فلاحى بلده وهي لا تستحسن من حيث الهيئة أو النظافة أو الازياء . وكل من زار تلك البلاد يعلم ما نقول وأنه ليس في الوجود اقرب الى الطبيعة من مساكن فلاحي (أوفرينا ) ولا اقذر منها ولا ازال اذكر ما قاسيته مع موسيو ( روسيه ) من الصعوبات في تناول الطعام بعض مرات بتلك البلاد وما كان يقوم بنفوسنا من الاشمئزاز مما هو طبيعي عند رجل ذاق للتمدن طعما وانناما تغلبنا على انفسنا الا بشدة رغبتنا في استطلاع احوال أولئك القوم ومعرفة كيف يعيشون
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/202
المظهر