المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الا نكايز وأهم تلك الظواهر تأثيرا هو البيت لانه يستولى على الانسان وهو في عيشته الذاتية وحياته الشخصية ولانه ثابت مستمر في كل يوم ولا شبهة في ان العامل الذي زرت مسكنه في « هو تردين » والصانع الميخانيكي الذي تناولت عنده الشاي في « بنكويك » كانا شاعرين بتأثير مساكنهما عليها مباشرة وبما فيهما من النظام وحسن الترتيب وكانا بذلك يريان نفسهما أرقى وارفع من غيرها وكانا يميزان تمام التمييز ماهافيه من رفعة النفس والاستقلال وكان الواحد منهما اذا دخل بيته يحس من نفسه انه انسان شاعر بكرامته كما يقول الانكليز . والرجل اذا عرف من نفسه الكرامة يكون ميالا الى الزيادة فيها لانه يكون قد اجتاز العقبة الاولى في سبيل الارتقاء وهي الخطوة الاولى الثانية طريقة السكني المذكورة تهيئ المرء الى العمل وتقويه على الكد والاجتهاد ۱۹۰ ان الامم التي اعتادت على المعيشة البسيطة والسكنى الساذجة تكتفي بالقليل ولا تلد الا افرادا يقفون عند الكسب اليسير فاطماعهم محدودة وبالقليل يقنعون . وترى الواحد منهم يعيش راضيا متى حصل ما يخرجه عن درجة الخمول والانزواء . لكن ليس الحال كذلك عند الامم الأخرى فالمعيشة الانيقة والمسكن المنظم يقتضيان الكد ويساعدان عليه خصوصا اذا كان الرجل يعمل لينال الفائدة العاجلة المحسوسة . ولقد يحضر فى ذلك الصانع الميخانيكي في « بنكويك » وهو يطلب اقتناء اثاث قاعـة طعامه أو آلة طربه « بيانو » أو بساطه الكبير الذي تحلت به غرفة استقباله فاراه
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/198
المظهر