المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز لانتهازها لينتقل من حال الى أحسن منه وبدل مسكنه وقد يترك طرفا من الدنيـا ليأوى الى الطرف الثاني لان انظاره متجهة على الدوام الى المستقبل لا الى الماضي ولان اعتماده على نفسه لا على تقاليد أبويه ورسوم الاجداد وهذا الحال الذي نشأ فيه بحكم طبيعة أمته هو الذي جعله يبتكر ذلك الملجأ المختصر لان الرجل أشد تعلقا ببيت كبير منه ببيت صغير فهو ربه لا أسيره ولا هم له بالاحجار ولا تمسكه الاحجار . رب معترض يقول انها حال لا استقرار للمسكن فيها لكن هذا نظر الى ظواهر الامور فالاستقلالي مستقر في مسكنه كالاتكالى سواء بسواء وانما الفرق في الكيفيات ولتبينه يجب الالتفات الى ماقدمناه من التمييز بين المسكن الخارجي والاقامة الداخلية فالاستقرار عند الاتكالى راجع الى المسكن الخارجي وهو يرجع عنـد الاستقلالى الى الاقامة الداخلية وكأن الاول جندي لم يكد ينزل بمسكنه العتيق وكأن الاستقلالى رايض منذ القدم والى ما شاء الله في مسكنه الوقتي فهو يقيم حق الاقامة ولو الى بضعة أيام حتى في الفندق – وقد اشتهر ان الانكليز كانوا سببا في تحسين الفنادق الاوروبية – ولو لم يكن مقيما الا سويعات معدودة ولو في السكة الحديدية ولذلك أعرف عنه انه رجل لا يتعمد مضايقة نفسه في شيء والاستقرار عنده عبارة عن راحته وموجباتها وليس من ينكر ان موجبات الراحة ركن من أركان السكنى له من الاهمية ما للاسوار والجدران وانها تؤثر على الانسان وحياته اليومية وانها تفعل في وجوده الذاتى ووجوده في أمته أكثر من غيرها نتج من هذا ان الاستقرار في المسكن مادي ومعنوي والثاني أهم ۱۸۸ -
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/196
المظهر