سر تقدم الانكليز السكسونيين وفى ظنى ان تأثير الشرفاء على المستشرفين كان تأثيرا عظما فبقاء هؤلاء وانتشارهم فضل من فضائل الاشراف التي نحمدهم عليها » وليلاحظ ان الكاتب كان يقول ذلك سنة 1848 أيام كان صوت الاشراف رفيعا وقولهم مسموعا ثم أخذ المؤلف يذكر فلانا وفلانا ممن غرتهم الظواهر فاستشرفوا وجعل يصفهم بصفات يهرب العاقل منها واعلم بان الاستشراف منتشر في فرنسا كانتشاره في انكلترا فما منا الا من يحب الاشراف ويصبو الى الشرف غير ان الفرق بيننا وبينهم ان حالتنا طبيعية ترجع الى نشأتنا الاتكالية بخلا فها عند الانكليز فانها عرضية دخيلة في بلادهم مناقضة لنشأة العنصر السائد فيها ولذلك التغيير متى قويت النشأة الاصلية وتغلبت على الدخلاء وهذا هو ما يجرى اليوم في تلك البلاد اذ من المحقق ان تأثير الشرفاء يضعف يوما فيوما وهو الآن أقل بكثير منه في زمن «شاكيرى » على قربه منا ويخال ان مركز هم أصبح متزعزعا بدليل انحطاط سلطة مجلس اللوردات شيئا فشيئا حتى انتهى الناس فبحثوا جهاراً في وجوب الغائه ومما لاشك فيه ان الغاءه لا يحدث تغييرا البتة في نظام الأمة الانكليزية لانه من الاصل أمر زائد في ذلك النظام حصول يرجى على ان انكلترا لن تعدم بفقداللوردات وجود طبقة رفعية لان العنصر الاستقلالي يلد هذه الطبقة وان كان التكوين مختلفا وتلك الطبقة موجودة فعلا في بلاد الانكليز ومنتشرة بين أهلها وهي طبقة المهذبين . والفرق بين المهذب وبين اللورد أو الشريف ان منزلة الأول ليست وراثية بل هي - ۲۳ ۱۷۷
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/185
المظهر