التربية الانجليزية تساعد على التزاحم في الحياة ومراميهم لا نهتد الى نتيجة غير أنهم يحبون الاستقلال . سألته عن أنجح الطرق للمعيشة في تلك البلاد فقال « ان يبتدئ الانسان كعامل بسيط يرعى الاغنام » هكذا بدأ ذلك الشاب ولا تنس ان عائلته من خيار العائلات الوسطى غير ان الانكليزي لا يحتقر من الصنائع الا ماقل كسبها لكن رعاية الأغنام كثيرة الفوائد لأنها أحسن وسيلة تمكن صاحبها من معرفة أحوال البلاد التي نزل بها ومن الوقوف على جميع ما يلزم للاتجار بالأغنام وأكبر صعوبة على النفس فيها وجود الانسان مع قوم خشنت طباعهم غير مثقفين . قال صاحبنا ( ولكن اذا كان الرجل ممن حسنت تربيته لا يلبث ان يصير محل احترام أولئك القوم على ان من السهل اجتناب رذائلهم بالسكنى بعيداً عنهم » فاذا تم الاختبار وكمل العلم بحاجات الصنعة التي اختارها أقدم على شراء قطيع من الغنم أما اذا أراد القادم في تلك البلاد ان يبدأ بالتجارة مباشرة فانه يصبح العوبة في أيدي السماسرة فيقع في أرض قليلة الانتاج وماشية معدومة النتاج . وفى ظنى ان شباننا لا يرضون أن يبدأوا في العمل على هذا المثال على انه المثال الأقوم وبه ينجح الكثير من شبان الانكليز السكسونيين ۱۷۰ ( وجهت العناية الى زيارة كثير من المنازل الخلوية فكنت أذهب اليها كل يوم بعد الظهر وأول ماتأثرت به كون تلك العائلات قد اتخذت الريف مقاما أصليا يدل عليه ما يشاهده الزائر لتلك المنازل من كثرة الصور التي تمثل أفراد العائلة والمقتنيات الفنية الثمينة وقد تحتوي بعض هاتيك القصور على مدخرات تتفاخر بها المدائن الكبيرة لو كانت في دار تحفها ومع ذلك
