١٥٢ التربية الفرنساوية مضرة بثروة الامة الرجل لا تقسم بين جميع ورثته فالرجل يعمل ويجمع الاموال وله الخيار في تأسيس الاعمال الباقية على الدوام بعد مماته ومن المسلم أن الذى يجعل مدار ثروته عمله الذاتي وكسبه الشخصى لا يكون عرضة للاخطار كالذى يتكل على تقلبات الاوراق المالية لان الاول لا يشترى تلك الاوراق الا من فضلة ماله ويشتريها وهو غير جازم بالكسب منها كمن يدخل بيت القمار فيرمى فيه ببعض دريهمات من نفقة نزهته فان أصاب ربحاً فيها وان أضاع ما أنفق فالضرر محتمل ورأس المال محفوظ مصون ألف » موسیو «روزییه » كتابا سماه « عيشة الامريكان » تلذ قراءته خصوصا الفصل الثالث عشر الذي عنوانه «كيف يستغل الامريكي ماله فقد ورد فيه ما يأتى «رأيت في نيويورك وفي بوصتون رجالا يشتغلون في الحرف الأدبية ومع ذلك يضعون في الزراعة أو غيرها قسما من أموالهم ولهم علم بالجهات التي يضعون نقودهم فيها ولكنه لا يتألف من ذلك شركات كبيرة بل جمعيات صغيرة خصوصية ومن همهم أن يقفوا على كيفية الاستغلال وطرقه ولذلك لا يقسمون أموالهم ليضعوا كل قسم في جهة مخصوصة كما يفعل بعض الفرنساويين احتفاظا عليها بل يجمعونها كلها في جهة واحدة وكلهم حراس عليها . ومن هنا تجد الجرائد الامريكية مشحونة بالاخبار العملية اى المختصة بالزراعة والصناعة والتجارة ولا نشر أسعار الاوراق المالية الا القليل منها لان الكثير من قرائها لا يلتفتون اليها وهو معقول اذ لو كان. عندهم مال لما استغلوه فيها بل جهات الاستغلال عندهم هي الهمم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/160
المظهر