صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كيف ينبغي ان نربى اولادنا القليل ما استطاعوا ونظن بهذا اننا جعلناهم على المستقبل أمنين . غير اننا اذا التفتنا الي ماحولنا رأينا ان نسعة أعشار الذين يتقدمون على غيرهم ويحوزون قصب السبق في كل شيء وينجحون النجاح الحقيقي فيما يزاولون من الاعمال يخرجون من صفوف الواصلين بانفسهم . أولئك الذين غالبوا الزمان فغلبوه وناجزوا كل صعب حتى استظهروا عليه وانسابوا بهمتهم في المجتمع الانساني فنالوا فيه مكانا عليا . واذكر أبناء العائلاب ( وما سموا كذلك الا لاعتمادهم على عائلاتهم وأموال عائلاتهم أكثر من اعتمادهم على انفسهم وركنوا الى مهر زوجاتهم أكثر من ركونهم الى عملهم ) ترهم يسقطون كل يوم الى أسفل الدرجات لا نهم أقـل من غيرهم في كل شيء مع أنهم تربوا ( تربية جميلة ) كما يقال . وقد فقدوا في هذه البلاد ما كان لهم من النفوذ كله وفرت من بين يديهم زعامتهم فاصبحت الملوكية لاحياة لها وأمست لارجاء في اعادتها ثم أنهم صاروا غير قادرين على نوال المنزلة واكتساب الجاه بكدهم وعملهم فباتوا يرجون البقاء من عدم وجود شريك لهم في الميراث ومن المال الذي تقدمه اليهم زوجاتهم أما الشبان الذين تربوا تلك التربية التي شرحناها فهم أقوياء الاجسام متعودون على مزاولة الاعمال الحقيقية وممارسة الاشياء المادية . تربوا على اعتبار هم رجالا وتمرنوا على الاعتماد على أنفسهم . يرون الحياة كحرب و نزال ( وهو موافق لما جاء به الدين المسيحي كل الموافقة ) لذلك يقتحمون متاعبها بشبيبة متجددة وعزم أكيد بل أنهم يحبون تلك المتاعب ويشعرون بالحاجة اليها ويستظهرون عليها ولديهم من وسائل مقاومتها ما يجعلهم .