سر تقدم الانكليز السكسونيين والاستعانة بعائلته وطلب المساعدة من معاشريه والاتكال على بعض الصنائع العرضية كالتوظف في مصالح الحكومة أو الاحتراف بالاعمال الهيئة التي لا تكلفه جدا ولا كدا ۱۱۱ وبالجملة لا فائدة اليوم من التربية اذا اقتصرت على تعليم المرء أن يعيش في وسط مخصوص كالعائلة أو أهل المدنية أو السياسة . وانما هي تفيد اذا علمته ان تكون ذاته الوسط الذي يتكل عليه فيتمكن من استعمال قواه في الاحوال كما خلقه الله جميع وهذه التربية مخالفة لما جرت عليه الامة الفرنساوية من أول هذا القرن الى يومنا هذا . فترى الآباء اذا تكلموا عن أبنائهم يكررون هـذه الكلمات « ماعليهم الا أن يعملواعملنا - كفى بالمرء أهله وأصحابه أن يتقدم ويترقى في الحياة – يلزم لا ولادنا أن ينالوا وظيفة في الحكومة كأن يعينوا في المحاكم أو الجيش أو الادارة لان الرزق هناك معروف مأمون فلا نخشى عليهم من المحن فيهـا – لنا من الثروة مايدرأ الحيرة عن أبنائنا فسنترك كفايتهم متى عينوا في وظيفة بمرتب مضمون و تزوجوا بمن تأتيهم بمهر جزيل » ومثل ذلك من الافكار التي نعرفها كلنا وربما وردت على ألسنتنا غير أنها لم يعد لها في الخارج معنى صحيح ولن تكفى العائلة ولا تنفع الاصحاب والوظائف والمهر عامة الناس لا نفسهم ولاولادهم . وليس الانسان الأماسعى وان يكون قادرا بنفسه على كفاية نفسه مستعداً بذاته الى اقتحام مصاعب العيش ومغالبة صروف الحياة . وهنا الصعوبة كل الصعوبة لان الناس لم يتعودوا ذلك ويجهلون أي طريق فيه يسلكون . على ان الفائدة ((
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/119
المظهر