۱۰۷ سر تقدم الانكليز السكسونيين الوظائف واسفاه وان ذابت مرارته من الانتظار على مقاعد الحجاب وصغر المطلوب وعز النوال . كذلك هم يعدلون لكونهم لا يقدرون على تلك الصنائع المستقلة لان تربيتنا الفرنساوية كما بلغت المكن من تخريج الموظفين قد وصلت الى العدم في تربية الرجال المستقلين ممن لهم همة وقدرة على مغالبة متاعب الحياة . فلا يليق شباننا لغير تلك الوظائف التي يكونون فيها تابعين ويفرحون لكونهم يتناولون بلا عناء في آخر كل شهر راتبا معدوداً ويعرف كل واحد منهم مصيره قبل دخوله في الوظيفة وانه اذا اذا بلغ من العمر كذا صار وكيلا لرئيس واذا بلغ كذا صار رئيسا لاحد الافلام ثم اذا بلغ كذا تقاعد وأخذ المعاش . ولا يجهل من تلك الازمان الا زمن الموت و ظاهر انه لا يمكن دائرة الحياة في حدود أشد ضيقاً من هذه الحالة ويستخلص مما تقدم أنه ينبغي لنا التنويع في تربية ابنائنا اذا اردنا ان يكونوا قادرين على حياتهم في الازمان التي استهلت مستعدين لمقاومة سوء الحال الاجتماعي الذي قد فتحت أبوابه حصر الحرج الاجتماعي اليوم عام ولا بد معه من وضع مسئلة التربية موضع النظر والتفكير . والحقيقة التي يجب ان نتخذها قاعدة للبحث فيها هي ان طريقة التربية المستعملة الآن لم تعد صالحة في الغرض المقصود منها وانه لا بد من العدول عنها لانه لانجاح فيها . ألا ترى ان الرجل يأتي كل شئ يعتقده مفيداً لابنائه ولا يهمل شيئاً مما أفاده ذلك لا يصل ابنه هو ومع الى ما وصل اليه حتى اصبح الآباء المجدون ذو الافكار ممن حسنت و استقامت عشرتهم يتساءلون وهم حيارى كيف يربون ابناءهم تربيتهم
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/115
المظهر