سر تقدم الانكليز السكسونيين فمنها الجمعيات الاتكالية العائلية وتمتاز بانضمام عدد من تلك العائلات الى بعضها في منزل واحد . وهو المثال الذي تأخرت فيه أغلب الأمم الاسيوية وأمم الشرق الاوروباوى . هنا لك لا يعتمد الاطفال على أنفسهم في كسب حياتهم بل اعتمادهم على جمعيتهم العائلية حيث يبقون فيها لتقوم بحاجاتهم أو يرجعون اليها ان أدركتهم الخيبة في طريقهم . ومن كان هـذا شأنه ضعف شعوره بالحاجة الى التعليم الشخصي فيهبط ذلك التعليم الى أسفل الدرجات وربما اقتصر فيه على معارف العائلة مستعينة بنصائح أحد رجال الدين . ومن المعروف ان شأن المدارس في تلك الجمعيات غير خطير قفيها مثال التربية المحصورة في العائلة والموكول أمرها الى العائلة ومنها الجمعيات الاتكالية الحكومية . ومميزها قيام الحكومة مقام العائلة التي انعدمت فتنحصر آمال الشبيبة في وظائفها الادارية . والعسكرية وهذا شأن أغلب الامم الغربية الاوروباوية وأخصها فرنسا والمانيا . وينبغى للطلبة في نوال تلك الوظائف أن يفوزوا في امتحان تزداد صعوبانه كل يوم تخلصا من تكاثر الطالبين . واذ ذاك تحول المدارس وجهتها الى طريقة جديدة في التعليم فتكلف الطلبة مالا طاقة لهم على احتماله وتطلب من الذاكرة حفظ المعقولات من غير تفقه . فما الغرض من التعليم . تربية رجال قادرين على احتمال متاعب الحياة بل المراد اعداد الطلبة للمخاطرة في الامتحان . وأعظم المدارس نجاحا في ذلك هي التي اختارت نظام الداخلية لأنها تضحى كل فائدة الا ما قصد به الامتحان كانما حياة المرء تنتهى بالامتحان فيجتهدون في توصيله اليه بتكليفه مالا قدرة له عليه . ومن . ۱۰۱
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/109
المظهر