صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۸۲
في المزاولة والثبات

وجاب سواحل أفريقية الشرقية واجتاز منها إلى جزيرة العرب

وابن حوقل كان تاجراً من تجار بغداد فأقبل على التجوُّل في البلدان واستمر في حلٍّ وارتحال ثمانياً وعشرين سنة. ثم دوَّن أخبار رحلتهِ في كتاب المسالك والممالك ووصف فيه الأقطار والأصقاع التي طافها ومدنها وأنهارها ومناهلها وغدرانها وسباسبها وقفارها وألمع في ثروتها وتجارتها

والهروي جاب بلاد الشام ومصر والمغرب وجزائر البحر وبلاد الروم والجزيرة والحرمين واليمن وبلاد العجم والهند قبلما ألف كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات

وياقوت الحموي الرومي كان يشتغل بالتجارة فقضى سنين كثيرة في الرحلة والتجول في بلاد العرب ومصر والشام والجزيرة وخرسان حتى تمكن من تأليف كتابه «معجم البلدان» وهذا الكتاب من أجلِّ الكتب الموضوعة في فن الجغرافية لأنه «أحاط بجميع أقسام المعمورة وذكر أسماء البلدان والجبال والأودية والغيطان والقرى والمحال والأوطان والبحار والأنهار والغدران والأصنام والأوثان وتعرَّض للكلام على صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وذكر أمزجة البلدان وأهواءَها ومطالع نجومها وأنواءَها» ولقد لقي في تأليفهِ من المشقة والعناءِ ما يحلهُ في المحل الأول بين رجال الإقدام والثبات

وابن بطوطة الرحَّالة الشهير صاحب تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار خرج من طنجة مسقط رأسهِ عام ٧٢٥ للهجرة ولهُ من العمر اثنتان وعشرون سنة وجوَّل في المغرب وأفريقية وطرابلس وبرقة ومصر والشام والعراق واليمن وسواحل أفريقية الشرقية وجزائر بحر فارس ودخل الأناضول وجال فيها وقدَّم بلاد القرم وساح في جنوبي روسيا ورحل إلى بلاد البلغار والقسطنطينية ثم جال في البلاد الواقعة شرقي بحر الخزر ودخل خوارزم وبخارى