صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨۰
في المزاولة والثبات

الكتب والتصنيف والكتابة ومصنفاتهُ عديدة تنيِّف على المائة والستين. وكان يُقرئ الناس في النهار بالجامع الأزهر وفي الليل يشتغل على نفسهِ. وكتبهُ تشهد لهُ بدقة البحث وسعة الاطلاع وغزارة المادة وصدق الرواية.

وأبو الفرج الأصبهاني جمع كتاب الأغاني في خمسين سنة. ولم يقتصر عليهِ بل ألَّف كتباً أخرى كثيرة ككتاب الإماء الشواعر وكتاب الديارات وكتاب الحانات وآداب الغرباء وكتاب أيام العرب وكتاب التعديل والانتصاف في مآثر العرب ومثالبها.

وابن الأثير صاحب المثل السائر والوشي المرقوم حفظ من الأشعار القديمة والمحدثة ما لا يُحصَى كثرة ثم اقتصر على شعر أبي تمام الطائي وأبي عبادة البحتري وأبي الطيب المتنبي وكان يكرر عليها بالدرس مدة سنين حتى تمكَّن من صوغ المعاني وصار الإدمان لهُ خلقاً.

وحنين بن إسحاق المترجم المشهور ألَّف أكثر من سبعين كتاباً عدا الرسائل الكثيرة. ويعقوب بن إسحاق الكندي ألَّف خمسة عشر كتاباً ومائتين وخمسين رسالة في مواضيع شتَّى. وثابت بن قرة الصابي ألَّف اثنين وسبعين كتاباً ما عدا الرسائل المختلفة. وقسطا بن لوقا البعلبكي ألَّف سبعة وثلاثين كتاباً عدا الرسائل الكثيرة. والرازي ألَّف نحو ثمانين كتاباً. وابن سينا ألَّف نحو أربعين كتاباً في مئة وعشرين مجلداً عدا غيرها من الرسائل. والفارابي ألَّف أكثر من ثمانين كتاباً. وكان في أول عمره ناطوراً (غفيراً) في بستان بدمشق وهو على ذلك دائم الاشتغال بالحكمة والنظر فيها والتطلُّع على آراء المتقدمين وشرح معانيها. وكان ضعيف الحال يسهر للمطالعة والتصنيف ويستضيء بالقنديل الذي للحارس وبقي على ذلك مدةَ ثم عظم شأنهُ وظهر فضلهُ واشتُهرت تصانيفهُ وكثرت تلاميذهُ واجتمع بهِ الأمير سيف الدولة وأكرمهُ إكراماً كثيراً وعظُمت منزلتهُ عندهُ ويُذكَر أنهُ لم يكن يتناول