صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٧
الفصل الثالث

أفضل كثيراً من الخزف الهندي1 وصحافاً ملونة قابلة للقطع والصقل وليست دون الآنية الهندية وصنعوا لهُ قليلًا من الخزف الأبيض وهو يرجو أنهم سيصنعون منهُ شيئاً كثيراً. وختم هذا المنشور بدعوة الصنَّاع الأجانب ليأتوا إلى سكصونيا وينتظموا في سلك العَمَلَة واعداً إياهم بأجرة كبيرة وبحماية الملك. ويظهر من هذا المنشور أنَّ اختراع بتغر كان لهُ قيمة كبيرة في عيني المنتخب وعيون شعبهِ.

قال المؤلفون الألمان إنَّ المنتخب رفع منزلة بتغر كثيراً لأجل خدمتهِ لوطنهِ وجعلهُ مديراً لكل معاملهِ الصينية ولقَّبه بلقب بارون. ولا ريب أنهُ يستحق هذا الاكرام إلَّا أنَّ المعاملة التي عاملهُ بها كانت تناقض ذلك كلَّ المناقضة لأنه اقام عليهِ اثنين جعلهما مديرين وجعل بتغر رئيساً على الخزَّافين لا غير وحسبهُ أسيراً فكانت الجنود حولهُ في دخولهِ وخروجهِ بل كان يُقفَل عليهِ في غرفة حصينة حينما ينام. فاغتاظ من هذه المعاملة وجعل يكتب إلى الملك ويتضرَّع إليهِ أنْ يرفق به بكلام يلين له الجماد. قال في إحدى رسائله إنني أوقف نفسي لصناعة الخزف وسأفعل أكثر مما فعل أيُّ مخترعٍ كان ممَّن تقدَّمني ولا أطلب منك إلَّا الحرية فأدار إليهِ الملك أذناً صماءَ بل كان يريد أنْ يعطيه كلَّ الأموال التي يقترحها عليهِ والألقاب التي يطلبها منهُ أمَّا الحرية فبخل عليهِ بها لأنهُ حسبه عبداً لا يُعتَق.

ودام بتغر على ذلك مدة طويلة إلى أنْ سئم الحياة فعكف على المسكر واقتدى بهِ أكثر العَمَلة فقامت بينهم الخصومات والمنازعات حتى دعت الحال أنْ تأتي الجنود مراراً كثيرة وتفصل بينهم. ولما لم يرتدعوا سُجِنوا كلهم في البرختسبرج وعُومِلوا معاملة الأسرى وفي غضون ذلك مرض بتغر مرضاً شديداً وأشرف على الموت فأشفق الملك


  1. إنًّ جميع الآنية الصينية واليابانية كانت تدعى في ذلك الوقت هندية وربما كان ذلك لإنها اتصلت إلى أوربا من الهند