صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/195

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۸۷
الفصل التاسع

الفصل الثامن

في رجال الاعمال

قال سليمان الحكيم. أرأيت رجلًا مجتهداً في عمله أمام الملوك يقف (أم ٢٢ : ٢٩)
وقال الإمام عمر بن الخطاب إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني
وقال أون فلثام. من لم يتعلم صناعة ولا عملًا فهو حقير.

شبه هَزْلِت رجل العمل بإنسان محتقر مقيَّد بنير حرفتهِ لا يقدر أنْ يحيد عنهُ يمنة ولا يسرة وليس عليهِ سوى أنْ يسير في السبيل المطروق الذي سار فيهِ من احترف هذه الحرفة قبلهُ. ولكن هذا القول على حرف بل هو عن الصحة بمعزل ومع هذا لا ننكر أن بين أصحاب الأعمال من عقلهُ محصور في دائرة ضيقة لا يتجاوزها كما بين أصحاب الأقلام ورجال العلم والسياسة. ولكن هذا لا ينفي أنَّ بين أصحاب الأعمال أناساً كبار العقول يستطيعون أن يتعاطوا أوسع الأعمال فقد قال بُرك إنهُ يعرف رجالًا من أشهر رجال السياسة كانوا تجاراً وباعةً

وإذا التفتنا إلى ما تستدعيه الأعمال لنجاحها من الأهلية والسرعة وحسن الإدارة والعلم بطبائع البشر ونحو ذلك رأينا جليّاً أنَّ مدرسة العمل ليست ضيقة النطاق بل واسعتهُ وتقبل الاتساع إلى ما شاء الله. ولقد أصاب مستر هلبس إذ قال إنَّ رجال العمل الماهرين نادرون كالشعراءِ المفْلِقين وأندر من القديسين والشهداء الحقيقيين. إلَّا أنَّ من الجهال من يزعم أنهُ لا يليق بذوي المواهب الفائقة أنْ يتعاطوا الأعمال الاعتيادية. ومن برهة وجيزة انتحر شاب لأنهُ مولود