صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/177

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٩
في النشاط والشجاعة

ورفأ جُبَّته الخَلَق وأخذ معه كتاب الصلوات وانطلق إلى لسبون وأقلع منها إلى المشرق وكان ذاهباً في السفينة التي ذهب فيها حاكم غوى ومعهُ كتيبة من ألف جندي فعُيِّنت لزڤير قمرة لينام فيها فاختار المنام على ظهر السفينة ووسادتهُ لفَّة حبال وكان يأكل مع الملاحين ويسليهم ويعتني بهم إذا أصابهم الدوار فأحبوهُ وأكرموهُ اكراماً جزيلاً

ولما وصل إلى غوى دهش من فساد السكان من أوروبيين ووطنيين لأن الأوروبيين جلبوا معهم كلَّ معايب أوربا والوطنيين لم يقتدوا بهم إلا في القبيح فجال في الشوارع وكان يدعو الناس ويستعطفهم ليرسلوا إليه أولادهم لكي يعلمهم ولم يمضِ إلَّا مدة قصيرة حتى صار عندهُ كثيرون من التلامذة فبذل جهده في تعليمهم وكان مواظباً على افتقاد المرضى والمجذومين والبئسين من كلِّ صفٍّ ورتبة لكي يخفف مصائبهم ولم يسمع بإنسان مصاب إلا زارهُ وفرَّج كربهُ بقدر إمكانه. وسمع مرة أنَّ الغوَّاصين في منار في حالة يُرثَى لها فمضى إليهم حالًا وجعل يعمِّدهم ويعلمهم بواسطة الترجمان. وأمَّا تعليمهُ الأعظم فكان بواسطة أعمال الرحمة التي عملها لهم. وأقام ثلاثين كنيسة في رأس كومورن وعين لها ثلاثين معلماً. ومن ثمَّ انتقل إلى تراڤنكور وجال في قراها وهو يعمِّد ويعلم حتى كَلَّتْ يداهُ وبُح صوتهُ. ولقد قال إنَّ نجاحهُ فاق انتظارهُ كثيرًا جدًّا. وكثيرون اعتنقوا الديانة المسيحية من نظرهم إلى طهارة سيرتهِ

ثم مضى إلى ملقَّا واليابان فوجد نفسهُ بين أقوام يجهل لغاتهم كلَّ الجهل فكان يصلي ويبكي ويعود المرضى والمصابين وكان مفعماً من الإيمان والاجتهاد راجياً كل شيءِ. ومن جملة ما قالهُ إنني مستعد أنْ أحتمل كلَّ نوع من الموت والعذاب لأجل خلاص نفس واحدة. وما من أحد يقدر أنْ يصف مقدار الأتعاب التي كابدها والمخاطر التي وقع فيها مدة إحدى عشرة سنة. وفيما كان عازماً