وبعزمهِ وإقدامهِ صار من أعظم رجال عصرهِ فاستردَّ أملاك أجدادهِ وبنى بيت اسرتهِ. قال فيهِ ماكولي إنهُ بينما كان يتسلَّط على خمسين مليوناً من أهالي آسيا ويقوم بإدارة أمورهم كانت آمالهُ موجهة إلى رددالسفرد ولما انتهت أعمالهُ اعتزل إليها ليموت فيها
والسر تشارلس نبير قائد آخر من قواد الهند يُضرَب بهِ المثل في الشجاعة والحزم. قال مرةً عن الشدائد الكثيرة التي كان تحيط بهِ في إحدى المواقع إنها لا تزيدني إلَّا ثباتاً ورسوخاً. وواقعة مياني التي انتصر فيها من أعجب الوقائع لأنهُ تغلب فيها على خمسة وثلاثين ألف بلوخي شاكي السلاح بألفي رجل وذلك أنهُ كان يثق بنفسهِ وبقوة جنودهِ فاقتحم بهم الأعداء بقلب أشد من الحديد ودام القتال ثلاث ساعات متواصلة فقهرهم واضطرهم إلى الهزيمة بعد أنْ أهلك منهم خلقاً كثيراً. ولم يفز إلَّا بثباتهِ وبما بثه في صدور رجالهِ من الحمية والبسالة. وكثيراً ما يكون بين الغالب والمغلوب فرق يسير وقد لا يوجد فرق سوى أنَّ الغالب يثبت بضع دقائق أكثر من المغلوب وثبات خمس دقائق كافٍ للظفر كما أنَّ السابق من خيل الرهان لا يفوت المصلي إلَّا بمسافة يسيرة جدًّا. قال شاب إسبرطي لأبيهِ وقد قلدهُ سيفاً يا أبتِ هذا السيف قصير فقال لهُ تقدم بهِ خطوة فيصير طويلًا
وما من وسيلة استخدمها نبير لبث الحماسة في قلب جنودهِ إلا شجاعتهُ الشخصية فكان يتعب كما يتعب كل جندي ويقول إنَّ القيادة لا تقوم إلا بمقاسمة الجنود أتعابها ولا ينجح القائد ما لم يصبَّ كل قوة عقلهِ وجسدهِ على عملهِ ويحتمل كل المتاعب، ويعرّض نفسهُ لكل الأخطار. قال بعض الشبان في واقعة كتشي وكان تحت قيادتهِ «كيف يمكنني أنْ أتكاسل وأنا أرى هذا الشيخ (يريد بهِ نبير) على ظهر جوادهِ دائماً فلو أمرني أنْ أزج بنفسي في فم مدفع محشو لفعلت» وبلغ نبير هذا الكلام فقال إنَّ هذا جزاءٌ كافٍ على كل ما عانيت من